فرائض الوضوء، محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت، لأنالوضوء شرط من شروط صحة الصلاة وكثير من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه - عز وجل- والتيجعل الإسلام لها مكانة عظيمة، ومما يدل على أهمية الوضوء ومنزلته في الدين الإسلامي مدح الله -تعالى- للمتطهرين في القرآن الكريم، حيث قال: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، ومما يدل على فضلها وأنها شرط لصحة الصلاة ما رواه الصحابي أبو هريرة - رضي الله عنه- حيث قال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُقبَلُ صَلاةُ مَن أَحدَث حتَّى يَتوضَّأَ».
فرائض الوضوء:
فرائض الوضوء هي الأمور التي لا يتحقق الوضوء إلا بها، بحيث إذا لم يأتي بها الإنسان لا يعتد بوضوئه شرعًا، وهي:
أولًا: عقد النية، وهي قصد العبد ما يريد أن يفعل، طلبًا لرضا الله تعالى، ومحلها القلب، فلا يشترط تلفظ اللسان بها.
ثانيًا: غسل ظاهر الوجه بكامله مرةً واحدةً، وحدود الوجه طولًا من عند منابت الشعر عند الجبهة إلى أسفل اللحية أي منطقة الذقن، وعرضًا من شحمة الأذن اليمنى إلى شحمة الأذن اليسرى.
ثالثًا: غسل اليدين إلى المرفقين مرة واحدة، والمرفق هو ما يفصل بين العضد والساعد.
رابعًا: مسح الرأس، والمسح يعني أن يصاب الرأس بالبلل.
خامسًا: غسل الرجلين مع الكعبين مرة واحدة، والكعبان هما العظمتان الناتئتان عند مفصل القدم وساقه.
سادسًا: الترتيب، وهو أن يأتي بالطهارة عضوًا بعد عضو، فيبدأ بالنية، ثم غسل الوجه إلى أن ينتهي بغسل الرجلين مع الكعبين، دون اختلال الترتيب، لأن الآية الكريمة ذكرت هذه الأفعال بالترتيب، قال - تعالى-: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ».
نواقض الوضوء:
نواقض الوضوء هي التي إذا حدثت أو طرأت أدى ذلك إلى فساد وضوء الإنسان، فلا يعتد به، وتجب إعادته، وهذه النواقض هي:
أولًا: الخارج من السبيلين: فكل ما يخرج من السبيلين، سواء كان بولًا، أو غائطًا، أو ريحًا، لكن خروج الريح أو الهواء من قبل المرأة لا ينقض وضوئها.
ثانيًا: زوال العقل وذهابه: والزوال يكون على قسمين: الأول: وهو الزوال الكامل، ويكون ذلك عند جنون الإنسان، وذهاب عقله تمامًا، أما الثاني: فيكون بزوال العقل على جزء منه، ويعود ذلك لأسبابٍ كالنوم، أو في حالة الإغماء، أو عند السكر.
ثالثًا: مس الذكر: ودليل ذلك ما ورد في الحديث: «من مسَّ ذكرهُ فليتوضّأ، قال: وكان عروةُ يقول إذا مسَّ رفغيهِ أو أنثييهِ أو ذكرهُ فليتوضأ».
آداب الوضوء:
من آداب الوضوء كما ذكر الإمام النووي أن لا يتحدث المسلم في أثناء وضوءه لغير حاجة، ولم ينقل عن العلماء قولهم بكراهة الحديث إذ الأصل في الأشياء الإباحة.
اطلع على: هل يجوز المسح على الكمامة أثناء الوضوء؟
فضائل الوضوء:
أولًا: الوضوء يجعل المسلم من الغر المحجلين يوم القيامة، ففي الحديث الشريف: (إن أمتي يأتون يومَ القيامةِ غرًا محجلين من أثرِ الوضوءِ فمن استطاع أن يطيلَ غرتَه فليفعلْ)، ومعنى الغر هو البياض الذي يكون في جبهة الفرس، والتحجيل هو البياض الذي يكون على قوائم الفرس، ومعنى أن يكون المسلمون يوم القيامة غرا محجلين أي يسطع النور من وجوههم وأيديهم وأرجلهم من آثار الوضوء في الدنيا، وهذا مما اختص الله به هذه الأمة دون غيرها من الأمم.
ثانيًا: بالوضوء ينال المسلم محبة الله تعالى، قال- تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
ثالثًا: الوضوء يرفع درجات المسلم، ويكفر سيئاته، وفي الحديث: (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ).
رابعًا: الوضوء سبب من أسباب دخول الجنة، فمن توضأ فأحسن وضوءه، ثمّ نطق بالشهادتين، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ليدخل من أي باب منها.
خامسًا: بالوضوء تنحل عقدة من عقد الشيطان التي يربطها على قافية المسلم حينما ينام.
سادسًا:يحقق للمسلم الطهارة الحسية والمعنوية، فالطهارة الحسية هي ما يتعلق بالقاذورات والنجاسات، وأما الطهارة المعنوية فهي ما يتعلق بالمعاصي والذنوب.
سابعًا: سبب من أسباب الموت على الفطرة.
ثامنًا: من علامات إيمان العبد، ففي الحديث: « استَقيموا ولَن تُحصوا واعلَموا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ ولا يحافظُ علَى الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ».