لا أحد منا ينسى هذا المشهد الشهير في فيلم اللمبي، بل وشخصية عم بخ، التي جسدهاالفنان الكبير الراحل حسن حسني، فيه، الذي ظهر فيه بطل الفيلم محمد سعد، وهو يتحدث مع عم بخ، متأثرين بدخان الشيشة، ليقول له اللمبي: «يا سلام يا عم بخ.. النفسين من غيرك ولا يسووا.. روح يا شيخ وتعالى بسرعة».
هذا المشهد بالرغم من بساطته، إلى أنه كان أيقونة هذا الفيلم الكوميدي، وتحول إلى إفيه دارج في الشارع المصري، فقد نجح حسن حسني، أن ينصهر في الدور، وينخرط في الأداء مع محمد سعد، وشكلا ثنائيا في هذا الفيلم يصعب تكراره، فكان «عم حسن حسني» وش الخير على محمد سعد، الذي انطلق بعد هذا الفيلم محلقًا في سماء النجومية، وانهالت عليه البطولات بعدها.
وفي باقي الأفلام، حرص محمد سعد، على الاستعانة بخبرات حسن حسني، الذي يستطيع فك طلاسم أي شخصية، ويحول الكلام المكتوب إلى شخصية لها كاريزما تجذب المشاهد، فيستطيع الفنان أن يدخل إلى قلب المشاهد من أي باب.
لم يكن محمد سعد هو النجم الأول الذي صنع تاريخه من باب «حسن حسني»، فقبله كان الفنان الراحل علاء ولي الدين، الذي قدم أولى بطولاته بفيلم «عبود على الحدود» وحقق نجاحا غير مسبوق من خلاله، وكان الفيلم بداية انطلاقة النجوم: (كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وغادة عادل) أيضًا.
لم يتصدر الفنان الكبير الراحل حسن حسني، أفيش عمل فني طوال تاريخه الفني، لكنه كان علامة فارقة في كل عمل فني، فكان الجوكر الذي يكسب الافيه في كل المشاهد التي شاركها، بل كان يصنع الكوميديا بدون إفيه في بعض الأوقات، من خلال نظراته، أو تعبيرات وجهه، أو حتى طلته على الشاشة، التي تخطف المشاهد، وتهيئه للضحك.
ولد حسن حسني، في حي القلعة، يوم 15 أكتوبر سنة 1931، لأب يعمل مقاولًا، وخلال عمرهُ الطويل الذي لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، ففي سن السادسة فقد والدته التي وافتها المنية في سن مبكرة، وهو الحدث الذي أسبغ عليه هالة من الحزن الدفين.
وفي المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة حماد عشق المدير الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلاله على كأس التفوق بمدرسة الإعدادية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية.
وفي تلك الأثناء شارك الفنان "أبو أيمن" في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات سرحة البل، بعد أن لفت الانظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل في شيء آخر غير ذلك.
وبالفعل جاءت بداية الستينيات ليجد نفسه محترفا يتقاضى أجرا عن عمل يحبه ، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم.
وكان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب له أزمة شاركه فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب الهزيمة ، وقتها شعر الإثنان بالانفراجة.