قال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن خفتم عيلة فابتغوا الغنى في فقرائكم ، وإن خفتم غلبة فابتغوا النصر في ضعفائكم .
وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن ابتغاء الغنى في الفقراء والنصر والرزق في الضعفاء، منوهًا بأن بهم ترزقون وبهم تنصرون ، وبظلمهم وقهرهم تكون الدائرة عليكم ثم تغلبون وتدحرون ، أفتتسلون من شرع لواذا ، فإذا نزلت المصيبة قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير.
وأفاد بأنه الحمد لله الذي أرى المسلمين من أنفسهم خيرًا كثيرًا ، فكم من ختمات في البيوت تليت ، وكم من ركعات في الحجرات صليت ، وكم من كتب علم نافع بين أهل الدار قرئت ، وكم من دروس شاعت فنفعت ، ومواعظ ذاعت فذكرت ، والحمد لله الذي أظهر مكنون الإيمان من مكامن النسيان ، فكم من مصاحف كانت قد هجرت فنشرت ، وكم من قلوب كانت قد قست فلانت ، وكم من مآق كانت قد تحجرت فجرت ، وكم من أرواح كانت قد تخالفت فتآلفت ، وشخوص كانت قد تدابرت فتقابلت ، وأرحام كانت قد تقاطعت فتواصلت.
وأضاف: والحمد لله الذي أقام أهل الإسلام في المساكين مقام الأنصار في المهاجرين ، فآووا ونصروا ، وواسوا وعزروا ، وشفعوا وشفعوا ، وجمعوا وفرقوا ، وآثروا وأنفقوا ، فكم من أرزاق قسمت ، وديون قضيت ، وأرامل سترت ، وأيتام كفلت ، وحاجات سدت ، وموائد مدت ، وأكف عن السؤال كفيت ، وبيوت بالخيرات مليت ، فما كان لهم أن يتخلفوا عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يرغبوا بأنفسهم عن هدية، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه.
واستطرد : الحمد لله الذي أشهدنا رفق الراعي ، ونصح الوزير وهداية العالم ، وأسى الطبيب ورعاية الخفير ، وشفقة الناصح ورفعة الأذان ، وهوان الفجور والفسوق والعصيان ، والحمد لله الذي مسنا بقهره تأديبا ، وأنفذ فينا لطيف قدره تأنيبا ، ولو شاء لأخذنا بغضبه وعذبنا تعذيبا ، فقال الله تعالى: « وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا » الآية 45 من سوردة فاطر.