قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب اليوم الخميس، توقيع أمر تنفيذي يستهدف شركات التواصل الاجتماعي، في مواجهة محتدمة معهم بسبب هجومه عليهم واتهامه لهم بالتدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وجاء هذا القرار بعد تهديد ترامب بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اتهامه لها بكبت أصوات المحافظين له، حيث أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع رسميًا الأمر التنفيذي بشأن الشركات التي تملك وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا:
وعلق ترامب على القرار قائلًا إن شركات التواصل الاجتماعي لن تكون فوق القانون بعد توقيع الأمر التنفيذي، مضيفا أنها تمارس احتكارًا ونعتزم إصدار تشريعًا بشأنها.
وأضاف أنه يتوقع أن يواجه الأمر التنفيذي بشأن شركات وسائل التواصل الاجتماعي تحديات قانونية.
وبدأت المواجهة عندما توعد ترامب موقع "تويتر" بخطوات "كبيرة ومهمة"، بعد أن اتهمه بالتدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتطبيق خاصية تدقيق الحقائق على تغريدتين من تغريداته هذا الأسبوع.
ووضع موقع التواصل الاجتماعي تحذيرا أسفل تغريدات ترامب لأول مرة، مشيرًا إلى أن ادعاءه بأن كاليفورنيا سترسل بطاقات الاقتراع بالبريد إلى أي شخص يعيش في الولاية كان كاذبا وأن بطاقات الاقتراع بالبريد موجودة بالفعل في عدة ولايات بما في ذلك ولاية أوريجون ويوتا ونبراسكا.
وأكد متحدث باسم تويتر لصحيفة "ذا هيل" أن هذه التغريدات تحتوي على معلومات قد تكون مضللة حول عمليات التصويت وتم وضع علامة تعجب زرقاء تحتها لتوفير سياق إضافي حول بطاقات الاقتراع بالبريد".
ورد ترامب قائلا: "يشعر الجمهوريون بأن منصات وسائل التواصل الاجتماعي تسكت أصوات المحافظين تمامًا. سننظمها بالقوة أو نغلقها قبل أن نسمح بحدوث ذلك".
واتهم موقع تويتر بـ"التدخل" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 و"خنق حرية التعبير" في الولايات المتحدة.
وقد تسبب هجوم الرئيس الأمريكي لموقع "تويتر"، أمس الأربعاء، في هبوط سهمه في مؤشر داو جونز الأمريكي.
وبحسب قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، انهى مؤشر داو جونز الجلسة على ارتفاع بنحو 500 نقطة مع زيادة التفاؤل بشأن فتح الاقصاد، فيما تراجع سهم "تويتر" بنحو 2.8% بفعل تهديدات الرئيس الأمريكي.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرج، إنه لا يعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي يجب عليها أن تتحقق من حقيقة ما ينشره السياسيون.
لكنه أضاف زوكربيرج في تصريحات لـ"سي إن بي سي" الأمريكية: "الخطاب السياسي هو أحد أكثر الأجزاء حساسية في الديمقراطية، وينبغي أن يكون الناس قادرين على فهم ما يقوله السياسيون".
وأشار إلى أن الشركة لديها خطوط لا يسمح لأحد بتجاوزها، بما في ذلك السياسيين.
كما قال "زوكربيرج"، في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"، "الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي ليست رد فعل صحيح".
كما رد المدير التنفيذي لشركة "تويتر" جاك دورسي، على تهديدات دونالد ترامب في سلسلة من التغريدات، قال فيها "هناك في الحقيقة شخص مسئول في النهاية عن أفعالنا كشركة، وهو أنا، من فضلك دع موظفينا خارج الأمر، سنستمر في كشف المعلومات المغلوطة أو المتنازع على صحتها بشأن الانتخابات على مستوى العالم، وسنعترف بأي أخطاء نرتكبها ونتحمل مسئوليتها".
وأضاف دورسي في تغريدة لاحقة: "هذا لا يجعلنا حكام الحقيقة، هدفنا هو ربط نقاط البيانات المتضاربة وإظهار المعلومات محل النزاع حتى يتمكن الناس من الحكم عليها بأنفسهم، المزيد من الشفافية منا أمر بالغ الأهمية حتى يتمكن الأشخاص من رؤية السبب وراء أفعالنا بوضوح".