تتعرض الولايات المتحدة للكثير من الكوارث البيئية كان أخطرها تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بها لتصبح ذات أعلى معدل إصابات عالميا، وبعدها هجوم الدبابير الضخمة، وأخيرا استعدادها لتعرضها لخروج حشرات كانت مختبئة تحت الأرض لمدة 17 عاما، وستعاني من غزو حشرات جديد لحشرة الزيز، والتي من المتوقع أن تنتشر في جنوب غرب ولاية فرجينيا الأمريكية.
وسيظهر حوالي مليون ونصف المليون حشرة الزيز والمعروفة باسم السكادا، Cicadas، لكل فدان، لتشكل غزوا طبيعيا على عدة أجزاء بالولايات المتحدة منها ولاية فرجينيا، وأجزاء من كارولينا الشمالية، وعادة ما تظهر أعداد من حشرة الزيز سنويا ولكن تكون أقل عددا، وعند خروجها من بيئتها التي تختبئ فيها تحت الأرض فإنها ستتجمع بأعدادها الهائلة فوق المحاصيل الزراعية، وعلى عكس هجوم الحشرات المختلفة مثل الجراد الذي يلتهم المحاصيل الزراعية، فإن الزيز لا يهدد المحاصيل الزراعية أو الأشخاص.
وتهدد حشرات الزيز بالتسبب في إزعاج ضخم، لأن السبب الحقيقي لخروج الحشرات هو التزاوج وإتمام دورة حياتها، وبعد خروجهم سينادي الذكور على الإناث، وبعد التزاوج تضع حشرة الزيز البيض على الأغصان وسطح النباتات في المحاصيل الزراعية، مما يتسبب في احتمال تضرر النبات ووقف نموه.
ولا تزال حياة حشرة الزيز غير الضارة لغزا محيرا للعلماء ولكن يعتقد أنها تختبئ تحت الأرض لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة، وتتغذى على جذور الأشجار تحت الأرض، أما الحشرات التي ستخرج فهي بالغة وتعيش في الهواء الطلق، وتنشط لمدة 4 أو 6 أسابيع فقط قبل وفاتها بشكل طبيعي.
وحشرة الزيز من فصيل حشرات البق الصغيرة، ومنها 3000 نوع معروف وغير معروف، وحشرة الزيز (السكادا) تتميز بأن لها عيونا بارزة متباعدة، وجناحات قصيرة، وأجنحة أمامية غشائية، ومن الأدلة على أنها حشرة قديمة، ظهورها على حفرية قديمة معروفة باسم سكادومورفا، وكانت تعيش في الأشجار المرتفعة وتتغذى على الأنسجة الخشبية، وغالبا ما تنشط بالقرب من الأنهار وبعضها ينادي على الآخر في الفجر.
ودورة الحياة السنوية للزيز هي الأشهر، على الرغم من وجود عدة دورات حياة خاصة بها، تتراوح منذ عام حتى تسعة أعوام وهذا يفسر ظهورها بين حين والآخر، أما الدورة الأشهر والتي تتسبب في ظهورها بشكل جماعي هي الدورة التي تتراوح مدتها منذ 13 عاما حتى 17 عاما، وتتسبب في خروجها بأعداد ضخمة.
وتجسدت حشرات الزيز في الأدب منذ زمن هوميروس، في الإلياذة، وكذلك تجسدت في الزخارف والنقوش الصينية، كما تم استخدامها في الأساطير والفلكور كرمز لحياة خالية من الخلود، وتجسدت حشرة الزيز على درع قديم صنع بين عامي 393، و394.
ومنذ ذلك الوقت وتعد حشرة الزيز وجبة شهية يتم تناولها في البلاد المختلفة خاصة الآسيوية، ويتفنن الصينيون في طهيها بأكثر من طريقة، وتم استخدام حشرة الزيز في الطب الشعبي في عدة بلاد، واستخدمت أيضا للتنبؤ بالطقس في الصين، وتم توثيقها في الأساطير والفولكلور حول العالم، من بينها فرنسا، وكانت تمثل الزيز ، صفة اللامبالاة منذ العصور القديمة.
وترمز حشرة الزيز إلى الولادة الجديدة والخلود في التقاليد الصينية، حيث ذكرت في االرواية الكلاسيكية الصينية (رحلة إلى الغرب) في القرن السادس عشر، أنها استخدمت لخداع الأعداء، وكان اسم بطل الرواية كاهن تانج بـ (الزيز الذهبي).