رد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، في أولى حلقات حملة: «حصن نفسك ضد أكاذيب مرتزقة ابليس»على قول أحد العناصر التكفيرية: " من زعم أن تغير المنكر وإحقاق الحق ورفع الظلم يكون بالدعوة السلمية بلا قتال ولا دماء، فقد زعم أنه أعلم وأرأف من النبي - صلى الله عليه وسلم- قال - تعالى: " كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، وقال أيضًا: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، وقال -سبحانه-: " وقاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة".
وقال«جمعة» منيفسر كتاب الله - سبحانه وتعالى- رسول الله أم هؤلاء الخوارج الذين لا يعلمون عن أمر أنفسهم شيئًا، يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «الخوارجُ كلابُ أهلِ النارِ»، ورىعَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ»، صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة".
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الإمام البخاري روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أن رجلًا جاءه فقال: « يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع قول الله - تعالى-: « وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ..»، فما منعك أن تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟، قال يا ابن أخي: لا أقاتل أحب إليّ من أن أقع في قوله - تعالى-: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».
وتابع المفتي السابق: قال فإن الله يقول: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ» قال ابن عمر: قد فعلنا ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذ كان الإسلام قليلًا، فكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلوه وإما يوثقوه، حتي كثر الإسلام أي انتشر فلم تكن فتنة، لافتًا: هذا هو الفرق بين الفهمين، فهم العلماء والعوام، وهذا النور الذي رباه النبي - صلى الله عليه وسلم- في قلوب أصحابه، ينتقل إلينا عبر العصور حتي نعلم الطالح من الصالح، والمفسد من المصلح، ولا يسعنا إلا أن نقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل".