القطط، الكلاب، النمور، القرود، والأسود، وأخيرا حيوان جديد أثبت إيجابية إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو حيوان المينك، ليصبحالمتهم الجديد في نشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ونقله إلى البشر، بعدما نقل العدوى إلى شخصين في مزرعة فراء في هولندا، وحال تأكيد ذلك فسيكون أول دليل ملموس على نقل الفيروس إلى البشر بواسطة حيوان آخر بخلاف الخفافيش.
ووجدت التحاليل تشابها قويا بين جينات فيروس كورونا المستجد وجينات حيوان المينك، مما يعني وجود علاقة بينهما، ولم يتم اكتشاف هذا الأمر إلا بعد إصابة عامل في إحدى مزارع تربية حيوان المينك في هولندا، ما دفع الحكومة الهولندية لإصدار بيان حول التعامل معه: "بناء على هذه المقارنة، خلص الباحثون إلى أنه من المحتمل أن يكون أحد العاملين في مزرعة مينك قد أصيب بالفيروس نتيجة العدوى من حيوان المينك"، وفقا لموقع ناشيونال جرافيك.
وقالت ليزا جاستر المتحدثة باسم وزارة الزراعة والطبيعة وجودة الأغذية إن اختبارات المينك في ثلاث مزارع على الأقل في الجزء الجنوبي من البلاد أثبتت أنها إيجابية لفيروس التاجي.
وقال عالم الفيروسات بريان بيرد، وهو طبيب بيطري ومدير مشارك في معهد كاليفورنيا في جامعة كاليفورنيا، أننا ما زلنا لا نعرف الكثير عن فيروس كورونا المستجد حتى الآن، أو الحيوانات التي من الممكن أن يصيبها، محذرا من التعامل مع الحيوانات بشكل عام.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة على أن تلك الحيوانات قد تنقل المرض إلى البشر، باعتبار أن الخفافيش هي المسئول الأول عن نشر فيروس كورونا المستجد، بسبب وجود صلة والتشابه بين جينوم الفيروس وجينوم الخفافيش بنسبة 96%، لكن العلماء لم يثبتوا بعد أن الفيروس قد انتقل مباشرة من الخفافيش إلى البشر.
يعيش في هولندا أكثر من 800 ألف حيوان مينك، وفقا لإحصائيات وزارة الزراعة والطبيعة وجودة التغذية، وذلك لتربيتها في المزارع للاستفادة من فرائها، وتجلب صناعة الفراء من حيوان المينك حوالي 100 مليون دولار سنويا.
وفي عام 2016، كان يوجد في هولندا أكثر من 150 مزرعة فراء في هولندا، أنتجت 6 ملايين من جلد المينك وفرائه، ولكن مزارع تربية حيوان المينك يتم التخلص منها تدريجيا منذ عام 2013، حيث حظرت الحكومة الهولندية فتح مزارع المينك الجديدة، على أن يتم إغلاقها جميعا في عام 2024.
وتشبه مزارع حيوانات المينك إلى حد كبير مزارع تربية الدجاج والخنازير في الدول الآسيوية، والتي يتم تربيتها في اقفاص معدنية ضخمة، ويؤكد المسؤولون الهولنديون أنه لا يوجد خطر كبير على عامة الناس من هذا الحادث أو من مزارع الفراء بشكل عام، ولم يُظهر الاختبار الذي أجراه المعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة ومقره بيلتهوفن في مزارع المينك أي دليل على وجود الفيروس في الغبار أو جزيئات الهواء خارج حظائر الحيوانات.
وفيالشهر الماضي، بعد العثور على المنك في بعض المزارع الهولندية مصابًا بالفيروس التاجي ، حظرت السلطات إزالة المينك أو السماد أو أي حيوانات أخرى من المزارع المصابة، لأن المسؤولون اعتقدوا في البداية أن المينك أصيب بالعدوى من شخص، ولكن بعد تحليل الجينوم اتضح أن عامل المزرعة أصيب بالفيروس من حيوان المينك.