كعادته كل عام، يطل علينا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ببرنامج يذاع يوميا خلال شهر رمضان المبارك، يتطرق فيه إلى كل ما يعاني منه المجتمع من مشكلات ويفندها بشكل مبسط وسهل.
وفي رمضان 2020 خرج علينا شيخ الأزهر ببرنامج "الإمام الطيب" تحدث فيه عن كثير من الصفات والأخلاق وكذلك الرذائل التي لابد أن نتجنبها في حياتنا.
وتطرق شيخ الأزهر، إلى الحديث عن الكبر والإبتلاء والعدل والرحمة والتواضع والظلم والاحتكار والبلاء والتوكل والأخلاق وصلة الرحم والعفة والحياء وكورونا والإنصاف والتواضع ومنزلة الفقراء والجدال وحب السيطرة ووثيقة الاخوة الإنسانية.
وتحدث شيخ الأزهر، عن أهم القضايا الملحة والمسائل المهمة، والتي كان أبرزها اليوم "صناعة الجدال وادعاء المعرفة"، قائلًا: إنَّ هذه الخصال من أخطر ما أصاب مجتمعاتنا في العقد الأخير.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أنَّ البعض يدعي القُدرة على التحدُث في موضوعات بالغة التعقيد متنوعة المجال، فيتحدث حديث الخبير الذي يعرف الأكمة وما وراءها، وهؤلاء يُدلون بأعاجيب من القول وأفانين من التحليلات لا يستند معظمها إلى أي أساس ممنهج من علم أو دراسة مُنظَّمة.
وأوضح أنَّ الجائحة التي نمر بها الآن تولَّدت منها جائحة أكبر تمثَّلَت في الجرأة على حُرْمَةِ التخصُّص العلمي، ومكانة العلماء المتخصِّصين مِمَّن أفنوا زهرات أعمارهم وسكبوا ماء عيونهم في الدِّراسَةِ والتعليم والبَحْث، فأصبح الجميع يعرف كل شيء عن أي شيء، حتى أصاب التخصُّصَ في العلم الإسلامي: عقيدةً وشريعةً وأدبًا ولغةً وثقافةً، شيءٌ غير قليل مِمَّا تموج به السَّاحة من هذا الجدَل المنفَلِت من ضوابط المعرفة والحوار العلمي والثقافي، وفتحت الأبواب على مصارعها لكل من زعموا أنَّ الإسلام بحاجة للإصلاح وأنَّ مهمة إصلاح الإسلام والمسلمين تقع على عواتقهم وحدهم دون غيرهم من المتخصصين في العلم الإسلامي.