تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد -19) فى اختفاء العديد من الاحتفالات فى المناسبات المختلفة بكل دول العالم فى ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تتخذها أجهزة الدول لمواجهة هذا الفيروس .
وفى محافظة أسوان تلقى " صدى البلد " الضوء فى السطور التالية لقرائها على أبرز وأكبر المتنزهات التى تشتهر بها عاصمة الثقافة والفنون والمشتى العالمى وهى " حديقة النباتات أو الجزيرة النباتية " والتى كانت تتزين فى المناسبات المختلفة ومنها عيد الفطر المبارك لتستقبل ضيوفها وزائريها من مختلف محافظات الجمهورية ومواطنى أسوان.
فمع قرار مجلس الوزراء بإيقاف كافة الإحتفالات ضمن الإجراءات الاحترازيةوالوقائية لمجابهة فيروس كورونا فهذا العام تختفى كافة الفعاليات والأجواء الاحتفاليةلأول مرة من الحديقة التاريخية منذ إنشاؤها حيث كان الكثير يفضل زيارتها فى العيد ، وقضاء أوقات سعيدة مع أفراد الأسرة وسط الطبيعة الساحرة على صفحة نهر النيل الخالد.
اقرأ أيضًا:
وفى لمحة تاريخية، عن الحديقة النباتية نجد أنها تمثل أسطورة ونموذجًا جماليًا وبانوراما فنية طبيعية تناثرت أضواؤها على صفحة نهر النيل الخالد لتعكس تشكيلات ضوئية لأشهر النباتات الاستوائية في العالم، التى تروي تاريخ أشجار ونباتات عمرها 122 عاما احتضنتها الحديقة فى جنوب مصر على بعد 878 كيلومترا من القاهرة.
والحديقة النباتية تقع فى بقعة متميزة تقع على صفحة نهر النيل الخالد وخاصة أن يعود تاريخ إنشائها يعود إلى العام 1898 حين إختار اللورد كتشنر أحد مندوبي إنجلترا في مصر، جزيرة نيلية بيضاوية الشكل تقع قبالة مدينة أسوان ليتخذها منتجعًا شتويا له ولأسرته.
ولهذا فالحديقة النباتية لها تاريخ ثري، إذ أطلق المصريون عليها قديما، اسم حديقة "السردار"، نسبة للحاكم الإنجليزي سردار الجيش اللورد كتشنر الذي أنشأها، ومن أهم زوار حديقة النباتات جواهر لإل نهرو، رئيس وزراء الهند الأسبق، والملكة إليزابيث، ملكة إنجلترا، وتيتو، رئيس يوغوسلافيا الأسبق، وملك مصر فاروق الأول، وابنته الأميرة فريال، التي أطلق اسمها على إحدى الجزر المقابلة لجزيرة النباتات.
وتقع هذه الحديقة العريقة على مساحة 17 فدانا وبها 27 حوضا زراعيا يضم مختلف الأشجار والنباتات الخشبية والإستوائية والعطرية والزينة بإجمالى 740 نوعا نباتيا ، بجانب المتحف النباتى والمكتبة ومركز أبحاث زراعية ويتم الذهاب إليها بالمراكب الشراعية أو الموتور فى رحلة نيلية.
كما يتم التجول داخل الحديقة وسط النباتات النادرة مع الإستمتاع بالمناظر الطبيعية المحيطة بالحديقة من رمال صفراء على البر الغربى ومياه النيل الزرقاء والخضرة فى كل مكان داخل الحديقة .
وكانت وزارة الأشغال المائية بدأت عقب جلاء الحملة الإنجليزية عن أسوان فى الإشراف على الحديقة التى قام اللورد كيتشنر قائد قوات الحملة الإنجليزية فى تخصيص موقع الحديقة مقرًا لقيادة هذه الحملة نظرًا لموقعها الإستراتيجى الهام من الناحية العسكرية ، كما قامت وقتذاك مصلحة البساتين فى إرسال البعثات لجلب نباتات إستوائية وشبة إستوائية إعتبارًا من عام 1928 للحديقة وزراعتها للحفاظ على التنوع النباتى الموجود بها .