تكبيرات عيد الفطر 2020 يحرص عليها كثير من المسلمين، خاصة بعدما أعلنت دار الإفتاء المصرية أنغدا، الأحد، أول أيامعيد الفطر المبارك وغرة شهر شواللعام1441 هـ، وأن اليوم، السبت 23 مايو 2020 ميلادية، المتمم لشهر رمضان لعام1441 هـ. ويعدعيد الفطر جائزة الله - عز وجل- للمسلمين، حيث شرع لهم الفرح والابتهاج، وجعل ذلك مرتبطًا بإتمام طاعة لله -تعالى-، فيأتي زمانه بعد ركنٍ من أركان الإسلام؛ وهو صيام شهر رمضان المبارك، ويكون المسلم بذلك قد أتم ما فُرض عليه من العبادات، والطاعات، فاستحق من الله -عز وجل- الأجر العظيم.
اقرأ أيضًا: الأوقاف: فتح المساجد لنقل تكبيرات صلاة العيد
تكبيرات عيد الفطر كاملة:
الأمر في صيغة التكبير واسع، ولم يرِدْ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صيغة معيَّنة لتكبيرات العيد، فإن كَبَّرت للعيد بصيغته المشهورة؛ فجائز حسب ما ذكره مركز الأزهر للفتوى، وهي: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذُرّيّة سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا».
تكبيرات عيد الفِطر مكتوبة:
التكبير في عيد الفطر غير مُقيد؛ أي لا يكون بعد الصلوات المفروضة، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة، وإنما يكون تكبيرًا مُطلَقًا في جميع الأوقات، وقد وردت عدة صِيَغٍ للتكبير، أبرزها:
التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وقد قال بهذه الصيغة أبو حنيفة، وأحمد بن حنبل.
التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر"، وقد قال بهذه الصيغة الشافعي، ومالك.
التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا"، وقد قال بهذه الصيغة الصحابي ابن عباس -رضي الله عنه-.
التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا"، وقد قال بهذه الصيغة الصحابي سلمان -رضي الله عنه-. التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد"، وقد قال بهذه الصيغة الصحابيّ عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-.
وتُعَد التكبيرات في العيد مَظهرًا من مظاهر العبادة، وقد ذهب جمهور العلماء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة إلى استحباب التكبير في عيدَي الفِطر، والأضحى، وخاصّةً عند الخروج إلى صلاة العيد، إلّا أنّ الحنفيّة قالوا بعدم استحباب التكبير في عيد الفِطر؛ إذ ذهبوا إلى أنّ التكبير يكون في عيد الأضحى فقط.
اختلف جمهور الفقهاء في عدد تكبيرات صلاة عيد الفِطر على عدة أقوال:
الحنفية: ذهبوا إلى أن المُصلّي يُكبّر بعد دعاء الاستفتاح ثلاث تكبيراتٍ؛ بين كل تكبيرةٍ وتكبيرةٍ سكتةٌ بمقدار قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، مع رَفْع اليدَين عند كلّ تكبيرة، ثمّ يقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ يركع، وفي الركعة الثانية يُبسمِل، ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ يُكبّر ثلاث تكبيراتٍ قبل الركوع.
المالكية: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي يُكبّر ستّ تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام، ويُسَنّ أن تكون قبل قراءة الفاتحة، وفي الركعة الثانية عند القيام يُكبّر خمس تكبيراتٍ غير تكبيرة القيام.
الشافعية: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي يُكبّر سبع تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام قَبل قراءة القرآن، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام وتكون قبل القراءة؛ وقد استدل الشافعية على ذلك بما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنّه كان يكبر في العيدين في الركعة الأولى سبعًا، وفي الثانية خمسًا قبل القراءة).
الحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي يُكبّر تكبيرة الإحرام، ثمّ يدعو بدعاء الاستفتاح، ويُكبّر بعدها ست تكبيراتٍ، ثمّ يتعوذ ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، وفي الركعة الثانية يُكبّر خمس تكبيراتٍ قبل القراءة أيضًا؛ لِما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كبّر في عيدٍ ثِنتَيْ عشرة تكبيرة؛ سبعًا في الأولى، وخمسًا في الأخيرة).
حكم الجهر بالتكبير في عيد الفطر:
اختلف العلماء في حُكم الجهر بالتكبير في عيد الفِطر خلال الطريق الى صلاة العيد؛ فذهب جمهور العلماء إلى جواز ذلك، وخالفهم في ذلك أبو حنيفة -رحمه الله-، أمّا التكبير في ليلة العيد؛ فقد اختلف الفقهاء في حُكمه على رأيَين أيضًا:
الرأي الأول: ذهب الشافعية، والحنابلة، والمالكية في قولٍ عندهم إلى استحباب الجهر بالتكبير في ليلة العيد؛ سواء في المنزل، أو في الطريق، أو في المسجد، ولا يشمل حُكم الاستحباب جَهر المرأة بالتكبير؛ إذ لا يُستحَبّ لها رَفع صوتها بالتكبير عند وجود غير مَحارمها حولها.
الرأي الثاني: ذهب المالكيّة في المشهور عندهم إلى عدم استحباب التكبير في ليلة العيد، وإنما استحبوا الجَهر به عند الخروج إلى صلاة العيد فقط. حُرمة صيام يوم الفِطر فرض الله -تعالى- الصوم في أوقات مُعيَّنة، وحرَّمها في أوقاتٍ أخرى، ومن الأوقات التي يكون الصيام فيها مُحرَّمًا صيام يوم العيدَين؛ أي عيد الفِطر، وعيد الأضحى؛ودليل ذلك ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنّه نهى عن صوم يوم الفطر والنَّحر)، وما رواه أبو عبيد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، قال: (شهِدتُ العيد مع عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- فقال: هذان يومان نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صيامهما: يومُ فِطْرِكم من صيامِكم، واليوم الآخر تأكلون فيه من نُسُكِكم)، وهذا ما أجمع عليه أبو جعفر الطبريُّ، وابن المُنذِر، والطحاويُّ، وابن قدامة، وغيرهم.
شاهد المزيد:موعد صلاة عيد الفطر 2020.. وكيفية أدائها في المنزل
حكم صلاة العيد في المنزل:
نبهت دار الإفتاء المصرية إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة، ويستحب أن تكون في جماعة مع الإمام سواء في المسجد أو الخلاء، فإذا وُجد مانع من اجتماع الناس كما هو الحال الآن من انتشار الوباء القاتل الذي يتعذَّر معه إقامة الجماعات؛ فإنه يجوز أن يُصلي المسلم العيد في البيت منفردًا أو مع أهل بيته، ويمكن إقامة تكبيرات العيد بصورة عادية كما لو كانت صلاة العيد في المساجد.
وذكرت «الإفتاء» في أحدث فتاواها طريقة صلاة العيد في البيت بأنها تكون بنفس صفة صلاة العيد المعتادة، فيُصلي المسلم ركعتين بسبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام في الأولى قبل القراءة، وخمس تكبيرات في الثانية بعد تكبيرة القيام قبل القراءة، ثم يجلس للتشهد ويُسلم، ولا خطبة بعد أداء الصلاة.
وتابعت دار الإفتاء: «على المسلم ألا يحزن ويخاف من ضياع الأجر فيما اعتاد فعله من العبادات لكن منعه العذر؛ وذلك لأنَّ الأجر والثواب حاصل وثابت حال العُذر، بل إنَّ التعبُّد في البيت في هذا الوقت الذي نعاني فيه من تفشي الوباء يوازي في الأجر التعبُّد في المسجد».
جدير بالذكر أن وقت صلاة العيد يبدأ من وقت ارتفاع الشمس، أي: بعد شروقها بحوالي ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي: قبيل وقت الظهر، ولا يجوز فيها الأذان ولا إقامة الصلاة، ويُكبّر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات بدءًا من تكبيرة الإحرام -التي لا تصح الصلاة دونها- أي إنه يُكبر تكبيرة الإحرام تليها ست تكبيرات، ويقوم المصلون برفع أيديهم مع كل تكبيرة، وهذا اتباعًا لما كان يقوم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن ثمّ يتعوّذ من الشيطان ليبدأ قراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة "ق" أو سورة الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى".
وفي الركعة الثانية يُكبر الإمام خمس تكبيرات ويقرأ بعد سورة الفاتحة سورة القمر أو الغاشية، وبعد انتهاء الصلاة يقوم الإمام بإلقاء خطبة يعظ فيها الناس - ويمكن أن يكون الإمام رب البيت-، ومن الأفضل أن يكون موضوع الخطبة متضمّنًا أمورًا تخص هذه المناسبات؛ كأن يُذكر الناس بأهمية وفضل زكاة الفطر في خطبة عيد الفطر.