فوجئ المواطنون المقيمون في مدينة أزمير التركية بأغنية بيلا تشاو الإيطالية الشهيرة تصدح بصوت عال للغاية في مختلف أرجاء المدينة، وبالبحث تبين أن هذه الأصوات قادمة من مآذن المساجد المنتشرة في المدينة.
وتقول تقارير إعلامية إن هاكرز تمكنوا من اختراق منظومة الأذان المركزي التركية، وقاموا بإذاعة الأغنية في توقيت متزامن.
وأوقفت السلطات التركية الأذان المركزي في مساجد ولاية ازمير بعد واقعة الاختراق وبث الاغنية المعادية للفاشية، فيما فتحت تحقيقا لمعرفة من قام بعملية الاختراق، والمتسبب في الواقعة التي أحرجت الحكومة بشكل كبير.
وأعرب المواطنون الأتراك عن غضبهم من السلطات التركية نتيجة انتهاك حرمة المساجد وبث هذه الأغنية في مؤشر يدل على انعدام قدرة الحكومة في السيطرة على المنظومة الخاصة بالأذان في البلاد، خاصة وأن الشرطة التركية اعتقلت سيدة قامت بمشاركة مقطع فيديو يظهر بث الأغنية من مئذنة أحد المساجد.
وأغنية بيلا تشاو، أغنية ثورية من التراث الايطالي، تم تبنيها كنشيد للمقاومة المناهضة للفاشية، واستخدمه الثوار الإيطاليون في الفترة من 1943 و 1945 أثناء المقاومة الإيطالية.
عادت الأغنية للظهور على الساحة وتنتشر بشكل كبير بمختلف دول العالم على خلفية عرض مسلسل إسباني اسمه "لاكاسا دي بابيل" وتدور أحداثه حول فيروس كورونا، على شبكة قنوات نتفليكس العالمية، والذي أعاد هذه الأغنية للواجهة مرة أخرى.
جملة "بيلا تشاو" بالإيطالية تعني بالعربية، وداعا أيتها الجميلة، وهي تيمة مميزة للمقاومة الايطالية ضد النازية والمتمثلة في الجناح اليساري الإيطالي المناهض للفاشية، ولا يعرف مؤلفها حتى اليوم، لكن هناك آراء إن أصل اللحن يعود لأغنية كان يتغنى بها الفلاحون الإيطاليون في وادي بو..
وأعاد الإيطاليون هذه الأغنية من جديد بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، حيث صدح الإيطاليون بها من شرفات المنازل، لشحذ الروح الوطنية في مواجهة الفيروس الذي أودى بحياة الآلاف من من الإيطاليين.