المعدن الأصيل يظهر وقت الشدائد..
- 3 متعافين من فيروس كورونا يتبرعون ببلازما الدم للأجسام المضادة لعلاج المصابين والحالات الحرجة
- أسرة أسوانية تتبرع ببلازما الأجسام المضادة
- الشاب عبد العزيز: لم أتردد مطلقًا وتوجهت للمستشفى وتبرعت
- نجاح التجربة الأولى لمتبرعى بلازما الدم فى تعافى كاهن كنيسة القديسة مريم بقنا
المعدن الأصيل وروح الانتماءوالولاء وإعلاء المصلحة العامة تظهر وقت الشدائد تعتبر هى أبرز ما يتميز به أبناء الشعب المصرى على مر التاريخ ليثبتوا مدى حبهم لوطنهم ويضربوا أروع الأمثلةفى حرصهم على صحة أقرانهم من إخوانهمفى أرض الكنانة.
وفى هذا الصدد يلقى "صدى البلد" الضوء على متبرعى بلازما الدم بأسوان الذين تماثلوا للشفاء من فيروس كورونا المستجد ( كوفيد - 19) عقب تلقيهم للرعاية الطبية والعلاجية داخل مستشفى أسوان التخصصى للعزل ليشاركوا فى الملحمة الوطنية لمواجهة هذا الفيروس .
كان المتبرع الأول والثانى ببلازما الأجسام المضادة "محمد عبد الفتاح" هو وزوجته بهدف المساهمة في تقديم العلاج للمصابين بفيروس وكانا أول مصابين بالفيروس داخل المحافظة ولم يتأخرا عندما طلب منهما التبرع ببلازما الدم لتجربتها على مصابى فيروس كورونا، وخاصة الحالات الحرجة حتى يتعافوا من هذا المرض .
وقال البطل محمد عبد الفتاح 44 عامًا موظف أنه كان عائدًا من إحدى الدول الأجنبية وبعد عودته أصيب بمرض "كورونا" المستجد، ثم انتقلت العدوى إلى زوجته وأولاده، وبعد فترة قضاها فى الحجر الصحى بمستشفى أسوان التخصصى خرج برفقة زوجته وأولاده وعادوا مرة أخرى لممارسة حياتهم الطبيعية فى 8 أبريل الماضى.
وأوضح محمد أنه فيما يتعلق بموضوع التبرع بالدم فإنه بدأ من خلال تلقيه مكالمة تليفونية من إحدى الممرضات بمستشفى العزل بأسوان والتى عرضت عليه فكرة التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض بالعناية المركزة عن طريق استخدام طريقة العلاج المستحدثة وهى "بلازما الدم".
وعلى الفور وافق بدون تردد حيث توجه مباشرة إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب العينات والتبرع بداخلها ثم نقل الدم بعد التأكد من صلاحيته إلى مستشفى الحجر الصحى حيث أن فصيلة دمه B+ وتم سحب دم منه بقدر كيس دم كامل تقريبًا 650 سنتيمتر.
واقرأ أيضًا:
وبعد مرور ساعة قام الطبيب المختص بالاتصال عليه ليخبره أن نتائج العينات جميعها سليمة تمامًا وخالية من فيروس كورونا ومن باقى الأمراض وسيتم إستخدامها فى علاج مريض قبطى يدعى "القمص بيشوى ناروز " من محافظة قنا، والذى دخل الحجر الصحى بتاريخ 26 أبريل الماضى بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية.
وقال إن نتائج تبرعه نجحت الحمد لله فى إنقاذ القمص القبطى، خاصة أنه عاش وأسرته فترة صعبة داخل الحجر الصحى وخرج من هذه المحنة بسلام هو وأسرته، بعد أن شاهد معاملة الأطباء والتمريض والعاملين فى العزل لهم، وبالتالى لم يكن يتأخر عن أى طلب يطلبه منه هؤلاء الأطباء.
ونفس الموقف النبيل كان لزوجته أسماء صاحبة الـ 35 عامًا والتى لم تتأخر أيضًا عن التبرع بالدم حيث أنها تلقت إتصالًا من إدارة المستشفى للتبرع بالدم حيث أن فصيلة دمها A+، وهو ما قابلته بترحيب شديد .
وكان من ثمار هذا التبرع لهذه الأسرة الأسوانية هو نجاح التجربة الأولى التى حققت نجاحًا كبيرًا وكان نصيبها أن يتعافى مريض قبطى وهو القمص بيشوى ناروز كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم بقنا ليتعافى بدم مسلم لتضرب بذلك هذه التجربة أروع أمثال الوحدة الوطنية بين صفوف المصريين.
أما التجربة الثانية للمتبرعين ببلازما الأجسام المضادة فقد كانت لأحد شباب أسوان الذى قرر ألا يبخل على زملائه المصابين الذى كان واحدًا منهم بالأمس القريب قبل أن يتعافى من مرض كورونا.
أنه البطل عبد العزيز السيد عبد العزيز محمدين صاحب الـ 31 عامًا والذى يقيم بمدينة أسوان وكان يعمل فى القطاع السياحى ، وتم حجزه بالحجر الصحى داخل مستشفى بأسوان يوم 20 أبريل الماضى بعد إصابته بفيرس كورونا ، ثم تعافى وخرج بعد أيام قضاها داخل الحجر الصحى.
وقال عبد العزيز: تلقيت اتصالًا من الطب الوقائى بأسوان وتم سؤالى عن مدى رغبتى فى التبرع بالدم بعد مرور نحو 24 يومًا على خروجى من الحجر الصحى والتعافى من الإصابة ، ولم أتردد مطلقًا حيث توجهت إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب عينات الدم، وبعد أن تأكدوا من سلامة جميع العينات بعد أن أجروا تحاليل كاملة متعلقة بصورة دم كاملة وفحص فيروس C ثم فصل الدم على جهاز البلازما، وأن تكلفة التبرع قد تصل إلى نحو 5 آلاف جنيهًا، ولكنهم أجروها بالمجان كاملة.
وأكد عبد العزيز السيد على أنه لا يلتفت إلى من سيكون له نصيب من دمه، لأنه نذر لله وهو داخل الحجر الصحى خلال فترة علاجه بأنه إذا شفاه الله من مرضه سيتبرع بدمه لأى إنسان يحتاجه أى كان ديانته أو نوعه أو لونه، لاسيما أنه سمع بتجربة "بلازما الدم" وهو داخل المستشفى، مؤكدًا أنه لو طلبوا منه ألف تبرع سيوافق على الفور .
وفى نفس السياق قال الدكتور نجيب نجيب مدير الطب الوقائى بالإدارة الصحية بأسوان أن المديرية قامت بأخذ عينات دم ببلازما من المتعافين من الفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، لعلاج الحالات الحرجة، داخل مستشفى العزل تنفيذًا لتوجيهات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، وبإشراف من الدكتور إيهاب حنفى وكيل وزارة الصحة بأسوان.
وأوضح الدكتور نجيب نجيب أن 3 من المتعافين من فيروس كورونا تبرعوا بعينات دم بلازما، للمساهمة فى علاج الحالات الحرجة المصابة بالفيروس، وعقب تقديم دعوة لهم لم يتأخروا، وعلى الفور ذهبوا إلى المستشفى وقاموا بالتبرع.
وأضاف الدكتور نجيب نجيب أن أخذ عينات البلازما يتم داخل معمل الدم بمستشفى أسوان الجامعى، وبعد الإنتهاء من أخذها على الفور يتم فصلها ، ثم تتوجه هذه العينات إلى مستشفى بأسوان "الحجر الصحى"، ويتم تقديمها للمرضى من الحالات الحرجة.
وتابع نجيب نجيب بأنه فى إطار التعاون بين مديرية الشئون الصحية والمجلس الأعلى للجامعات، يتم فصل البلازما فعليا بأحدث الأجهزة المعملية cell separator ، والذى يفصل البلازما من دم المتعافى بأعلى جودة وبكمية كبيرة غير مضرة بالمتبرع إطلاقًا.
ولفت الدكتور نجيب نجيب إلى أنه فى هذا الإطار فإن المجلس الأعلى للجامعات مشكورا يتحمل جميع النفقات البحثية والتى تزيد عن ٥ ألاف جنيه للمرة الواحدة ، كما أن هذا الجهاز يتيح للمتبرع التبرع مرة أخرى خلال ١٠ أيام، وكل مرة يتم الاستفادة بالبلازما لعلاج ٢ مرضى، مؤكدًا أنه مع مواصلة الأبحاث سننتقل لمرحلة ٣ مرضى، وأن البلازما تستخدم من خلال بروتوكول علاجى كانت قد صدقت عليه وزارة الصحة ووفرت كافة الأدوية الموجودة به.
جدير بالذكر أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة أعلنت بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافيين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، وأفادت وزارة الصحة، أنها استخلصت بلازما لعدد من المرضى متعافيين، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بأمان البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام بالبلازما.