قال الشيخ عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه من الواجب استشعار فضل الله تعالى أن بلغنا شهر رمضان وأعان على صيامه وقيامه، وقد أخبر عنه بأنه أيامًا معدودات يؤذن بالرحيل وينقلب مودعًا، فقال تعالى «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » .
وأوضح «الثبيتي» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أن شكر الله وحمده على نعمه حال أهل الجنة ففي الحديث: «ما أنعم اللهُ على عبدٍ نعمةً فقال الحمدُ للهِ إلا كان الذي أعطاهُ أفضلَ مما أخذ »، وبه يختمون دعائهم، كما ورد بقوله تعالى « وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ »، منوهًا بأن المبادرة على حمد الله تعالى وشكره عند إكمال الشهر الفضيل هو منهج الإسلام وتوجيه القرآن.
واستشهد بما قال عزوجل « وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه »، مبينًا أن تحقيق الحمد والشكر علامة حسن العبد بالله ورجائه أن يتقبل الله منه طاعاته وجبر له النقص في العمل ففي الحديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي».
وأفاد بأن جوهر الشكر لله في ختام رمضان صلاح عمل العبد ولزومه طاعة ربه ،و قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، منوهًا بأن موسم رمضان إذا انقضى فإن مواسم الخير لا تنقضي فكل يوم يعد موسمًا قال تعالى « واسجد واقترب » وأن الذين يعرفون معنى الحياة وقيمتها قادرون على أن تكون أوقاتهم مواسم يضربون بسهم المبادرات بعمل معروف أو نشر علم مساعدة محتاج إكرام ضيف ومسح رأس يتيم والعمل على تنمية وطن ورفعة أمة مستشهدًا بقوله تعالى « وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُ ولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا » .
وأشار إلى أن المسلم قد يصيبه شيء من البلاء والوباء فإذا حمد الله احتسب المصيبة وآمن بالقضاء والقدر أعظم الله الأجر وعوضه خيرًا قال تعالى « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ » .
ونبه إلى أنه في ظل الضنك الشديد يقبل لطف الله الخفي وتغمر سحائب رحمته الأرض يحفظ به البلاد من وباء يفتك ويحصن العباد من مرض مهلك ويرفع الغمة عن الأمة فكان أثر الوباء في البلاد يسيرًا فهو مما سيجعل العيد من أجمل الأعياد فاللباس الجديد في هذا العيد هو لباس التقوى والصحة والمركب الوثير هو الأمن والأمان والنزهة والفسحة هي استنشاق عبق الهواء النقي من الوباء والفرحة باجتماع ا لأسرة والأقارب والجيران هي تقلبهم في العافية وفي الصحة يتنعمون .
وأضاف أن المسلم يختم شهر رمضان شاكرًا لله عند فطره فيخرج زكاة فطره طهرةً من الرفث واللغو وفرحة للفقراء وهي واجبة على المسلم وكل من يعوله ومقدارها صاع من عامة قوت أهل البلد فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسولُ الله زكاة الفطر, صاعًا من تمرٍ, أو صاعًا من شعيرٍ، على العبد والحرِّ, والذكر والأنثى, والصَّغير والكبير, من المسلمين, وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة . ويجوز إخراجها قبل الفطر بيوم أو يومبن، مشيرًا إلى أن المسلم يجوز له أن يصلي العيد في بيته .