علي جمعة: سيدنا هارون كان هادئ النفس وقراره حكيما
موسى عليه السلام ولد في ظرف عصيب
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مولد موسى عليه السلام كان في ظرف عصيب ، حيث كان فرعون يقتل كل وليد يجده لرؤيا رآها فسرت له بأن صبيا سيولد يكون ذهاب ملكه على يديه ، فخاف وأصدر أوامره بإحصاء الحوامل وذبح كل من يولد لكن هذا وفقا للرؤيا كان يكون بين عام وعام فكان يقتل سنة ويترك سنة.
وأوضح جمعة خلال برنامج مصر أرض الأنبياء على الفضائية الأولى، أن سيدنا هارون جاء في السنة التي فيها النجاة وبعدها جاء موسى في سنة القتل.
وأضاف: سيدنا هارون كان أفصح في اللغة والفكر، والاثنان وجهان لعملة واحد مادام فصيح فهو يدرك كيف يفكر، وكان سيدنا موسى يحب العلم جدا، وكان هناك أمم أخرى لا تحب العلم.
وتابع: العلم كما يقولون السلطة والقوة، وكان هارون قويا بعلمه وحكمته بسبب هدوئه النفسي.
وقال مفتي الجمهورية السابق ، إن الإنسانفي العصر الحديث عنده أزمة في أن نشاطه سبق فكره.. يعمل قبل ما يفكر موضحا أن هذه النفس عندما يسبق تفكيرها نشاطها.. عليها حسن التأمل واتخاذ القرار السليم.
واستشهد بقوله تعالى "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ ، مضيفا: النفس الحكيمة تتجلى عليها رحمات ربانية .
وأضاف أن سيدنا هارون لم يكن يرى سيدنا موسى عندما كان في قصر فرعون، ولذلك جعل الله سيدنا هارون مع موسى في دعوته وأكرم موسى بهارون.
وقال عضو هيئة كبار العلماء إن سيدنا هارون كان شخصا هادئ النفس وكان يحسن التأمل ويتخذ القرار السليم والحكيم، وكان عونا وسندا لأخيه موسى.
وأوضح جمعة خلال برنامج مصر أرض الأنبياء على الفضائية الأولى، أن مفتاح شخصية سيدنا هارون عليه السلام يمكن تلخيصها في هدوء النفس مشيرا إلى أنه بالرغم من أن هارون أكبر من سيدنا موسى بـ3 أعوام إلا أنه سلم القيادة لموسى، لأن كليم الله هو رجل دولة ويعرف كيفية التعامل مع الجميع.
وأضاف أن الشعور بالغربة وعدم الذوبان في المجتمع يأتي بسبب الأسرة، مشيرا إلى أن بني إسرائيل كانوا يحبون العلم منذ الأزل مما جعل غيرهم يذهبون إليهم ليحصلون منهم العلوم.
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن التصوف ليضع أتباعه في خضم الأحداث الاجتماعية والسياسية في المجتمع الإسلامي لا ليكونوا في معزل عن تلك الأحداث بل عمل على إعدادهم ليكونوا في خدمة الدين والأمة والوطن.
وأوضح جمعة، عبر صفحته على فيسبوك، أن التصوف والصوفية لم يقفوا عند حالة الذكر والزهد والتعبد الفردي أو الجماعي, بل أصبح للتصوف مؤسسات كبيرة لها امتداد في العالم أجمع, وصارت تقوم بدور تنموي وسياسي واجتماعي فقد أفرزت الصوفية على مر العصور علماء ورجالا وقامات يزخر ويزدهر التاريخ الإسلامي بهم استنادا إلى شعبيتهم الجارفة وحب جماهير المسلمين لهم وما وصلوا إلى هذه المكانة وتلك المرتبة إلا بحسن التأسي والسلوك على المنهج القويم الثابت عن الكتاب والسنة واحترام علماء الأمة والسعي إلى وحدة المسلمين وابتغاء تماسكهم ولذا لم يقتصروا على جهاد النفس فحسب كما يردد من لا يعرفهم, ولكنهم جمعوا إلى ذلك القوة في محاربة الأعداء والطغاة.
وأضاف: ومن نماذج هؤلاء الإمام الغزالي ومحيي الدين بن عربي والعز بن عبد السلام والإمام النووي وفي العهد غير البعيد حمل الصوفية لواء الثورة الوطنية في مصر في مواجهة أمراء المماليك حيث قاد الإمام الدردير الصوفي الكبير ثورة كبيرة ضد المماليك قبل الثورة الفرنسية بثلاث سنوات أجبرت المماليك على الاعتراف بأن الأمة مصدر السلطات، ومنعتهم من فرض ضرائب جديدة إلا برأي الشعب مع الإقرار الكامل بحرية الأمة وكرامتها.