قال الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بـدار الإفتاء، إن الحنابلة رأوا أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين لقول ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما-: "كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين".
وأوضح فخر، خلال فيديو مسجل له ، أنه لا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية -وهو قول مصحح عند الحنفية- وفي وجه عند الشافعية أنه يجوز من أول يوم من رمضان لا من أول ليلة، وفي وجه يجوز قبل رمضان.
وتابع: أما عن إخراجها بالقيمة فيرى الحنفية أنَّ الواجبَ في صدقة الفطر نصفُ صاعٍ من بُرٍّ أو دقيقه أو سويقه أو زبيب أو صاع من تمر أو شعير، أما صفته فهو أن وجوب المنصوص عليه من حيث إنه مال متقوم على الإطلاق لا من حيث إنه عين، فيجوز أن يعطي عن جميع ذلك القيمة دراهم, أو دنانير, أو فلوسًا، أو عروضًا، منوهًا بأن دار الإفتاء تتبع مذهب الحنفية بأنه يجوز إخراج زكاة الفطر قيمة مالية أو طعاما مما يحتاج إليه الفقير مثل «شنطة رمضان» التي تحتوى على العديد من المأكولات والأطعمة غير الأنواع التي حددها الرسول.
ما التوقيت الصحيح لإخراج زكاة الفطر؟
أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه معجب برأي الإمام أبي حنفية النعمان في مسألة الزكاة، معلقا «لو كنت صاحب قرار علمي في العالم الإسلامي، لقلت للمسلمين طبقوا مذهب أبي حنيفة النعمان».
وتابع كريمة خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «نور النبي» على قناة صدى البلد «بعض المتنطعين الحرفيين يقولون لا يجوز إخراج صدقة الفطر إلى بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان أو بعد صلاة العيد»؛ مضيفا: «أبو حنيفة اجتهد وقال صدقة الفطر مرتبطة برمضان إذن يجوز إخراجها طوال أيام رمضان، فضلا عن اجتهاده الذي أجاز إخراج الزكاة نقود وليس حبوبا فقط».
ونوه كريمة، بأن شهر رمضان يضم شعائر بدنية تتمثل في صلاة التراويح والعمرة حال توافر الإمكانيات؛ قائلا: «الشعائر المالية في شهر رمضان تتمثل في صدقة الفطر، والشعائر القلبية تتمثل في العيش بتجرد عن المعاصي والسيئات للوصول لصوم الخواص».
ودعا كريمة الله أن يسدد رمية جنود القوات المسلحة على الحدود ويثبتهم على ما هم فيه من الحق، ويتقبل جهادهم، ويطمئنهم على أحبائهم ونراهم على خير.