- مدافع فريق بني سويف الموهوب يرفع شعار "الشغل مش عيب"
- محروس محمود:
- مثلي الأعلىفان ديك وزملائي بالفريق يطلقون على "كومباني"
- مفيش حد محصن وعائلتي لازم يعيشوا
نشرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية قصة مصورة عن لاعب كرة قدم مصري من أحد فرق الدرجة الثانية في مصر، والذي تسبب وقف النشاط الكروي في البلاد منذ منتصف مارس الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 في إجباره على تحويل نشاطه بحثا عن مصدر للرزق، ليعمل أولا كـ بائع متجول ويتحول منه إلى بائع كنافة خلال شهر رمضان.
وتروي الوكالة الأمريكية فيما نشرته على موقعها قصة اللاعب محروس محمود، مدافع نادي بني سويف، والذي رفع شعار "الشغل مش عيب" وأجل حلمه من أجل كسب "لقمة عيش حلال بعرقه" وسط ركود العديد من المجالات بسبب جائحة كورونا وبطريقة مختلفة قرر أن يتحول من لاعب كرة إلى بائع متجول.
ووفقا لرواية "أسوشيتدبرس"؛ "في هذا الوقت من العام، كان محروس في الملعب يلعب كمدافع عن بني سويف، وهو ناد في الدرجة الثانية في مصر، ولكن مثل الملايين في أكثر دول العالم العربي سكانًا، فقد تضرر بشدة من جائحة فيروس كورونا".
وفي هذه الأيام، يتجه للعمل في سوق مزدحمة في بلدة بـ صعيد مصر، كتفا إلى كتف، يتدافع المتسوقون حول الأكشاك بينما يعد بيده المعجنات.
قبل الوباء، كان محمود يكسب حوالي 200 دولار في الشهر من لعب كرة القدم لناديه، وقد قطع ذلك شوطًا كبيرًا نحو إطعام أسرته المكونة من ثلاثة أفراد، وفي سبيل ذلك امتهن أيضًا وظائف بدوام جزئي.
وبعد وقف نشاط الدوري في منتصف مارس، توقف مصدر دخل محروس الرئيسي، بعد أن تم تنفيذ حظر التجول بسبب الجائحة وأغلقت المقاهي ومراكز التسوق والمحلات التجارية الأخرى كجزء من جهود الحكومة لوقف انتشار الفيروس، وطلب ناديه من اللاعبين البقاء في المنزل حتى يتمكنوا من العودة للعب.
هذا ليس خيارًا لمحروس أو كثيرين آخرين في منطقة نهر النيل في أسيوط، فعائلته بحاجة إلى لقمة العيش، وهنا بادر قائلا "يجب أن أقوم بأي نوع من العمل للمساعدة في إطعامهم" وفقا لـ اسوشيتدبرس.
ظلت السوق في منفلوط، وهي بلدة بمحافظة أسيوط تقع على بعد 350 كيلومترًا جنوب القاهرة، مفتوحة طوال فترة الوباء، حيث يشترى المتسوقون مستلزمات وجبة الإفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك.
ويعد محروس المعجنات التي يصنعها بيده، ولا سيما القطائف من بين أشهر الحلويات الرمضانية المفضلة.
عاد محروس إلى مسقط رأسه بعد فترة وجيزة من تطبيق الإغلاق الجزئي في مصر، بعد أن بحث عن وظائف عديدة، ولكنه لم يجد إلا أن يعمل كـ عامل بناء باليومية.
وقبل الأزمة، قال إنه يمكن أن يجد عملًا منتظمًا في مواقع البناء، وعادة ما لا يجني أكثر من 7 دولارات في اليوم، لكنه الآن يقول إنه محظوظ إذا تمكن من الحصول على عمل لمدة يومين في الأسبوع، حتى جاء رمضان ليعمل في وظيفة مؤقتة في محل للمعجنات والحلوى.
أظهر محروس محمود المواهب الرياضية منذ الصغر، وبدأ كملاكم في نادٍ محلي، ثم انتقل إلى فريق كرة اليد، قبل أن يقنعه المدربون بالانضمام إلى فريق كرة القدم بالنادي، في سن 16، وأصبح محترفًا.
قال محروس، الذي أطلق عليه زملاؤه في الفريق اسم قائد فريق مانشستر سيتي السابق فنسنت كومباني: "أخبروني أنني سأكون مدافعًا جيدًا".
ومع ذلك، يرى محروس مدافع ليفربول "فيرجيل فان ديك" كمثال يحتذى به.
ساعد محروس فريقه في صدارة دوري الدرجة الثانية، ويأمل أن يتقدم إلى دوري الدرجة الأولى.
محروس، 28 سنة، هو الابن الأكبر، عمل والده كسائق بدوام جزئي لكنه تقاعد حاليا، إذ يعاني من مشاكل في القلب، ويرعى محمود والده ووالدته وشقيقه، الذين يعيشون في غرفة واحدة في مبنى من ثلاثة طوابق يتشاركونه مع ست عائلات أخرى من أعمامه.
في هذه الأثناء، يتعين عليه فقط مواصلة العمل، على الرغم من المخاطر، فهناك عائلته، كما ان لديه سببا آخر للادخار - إذ إنه من المقرر أن يتزوج الشهر المقبل.
وقال: "لا أحد محصن، ولكن عائلتي يجب أن يعيشوا"