قالالدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الدروس المستفادةمن قصة موسى والخضر- عليهما السلام- أنه يوجد لكل ظاهر باطن، وأننا كما نهتم بالظاهر لابد أن نضيف إليه الباطن، موضحا "هناك مناهج لإضافة الباطن بعضها باطل وبعضها صحيح".
وأضاف «جمعة»، خلال حواره ببرنامج «مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات المصرية، اليوم الاثنين،أن من أراد أن يعتمد على الباطن فقط ويترك الظاهر يكون ضالًا مضلًا، ومن أراد أن يكتفي بالظاهر يكون مقصرًا وقاصرًا.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن الكمال والحق في إظهار النتائج يكون بضم الظاهر إلى الباطن، وعدم ترك أحدهما على حساب الآخر، فالأخذ يكون بالأمرين معًا.
وأشار المفتي السابق إلى أن قول الخضر لموسى في بداية القصة: « إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا» تدل دلالة أعمق من قوله له في نهاية القصة: «سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا»، لأنه تستطيع تعني انك تقدر يا موسى بدون آلة، فسيدنا الخضر يعتقد في موسى - عليه السلام- أنه كليم الله- وكان يعظمه وإن كان يختلف معه في النموذج المعرفي، وتبين له في نهاية القصة أنه يحتاج إلى مجهود لكي يتعلم الصبر، وهذا كله كان من عتاب الله وحبه لموسى ورغبته في أن يعلم عباده من قصص أنبيائه.
وذكر الدكتور على جمعة في بداية الحلقة أن الخَضر وصفه الله بأنه عبد من عبادنا، والعبودية لله تعني الإنقياد له والخضوع لجلاله- سبحانه-، وهي أعم وأشمل مت مفهوم العبودية على أنها صلاة وزكاة وحج، بمعني أنه كان تقيًا نقينًا، فكان من الكرم الإلهي أن قال عنه:« وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا»، وكان منطلقًا في تصرفاته من باب المصلحة التي أوحي الله- سبحانه وتعالى- بها، قال:« وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا»، فكان كل الأمور التي فعلها في قصته مع موسى - عليه السلام- لتحقيق المنفعة للغير.