قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الخضر اشترط على موسى- عليه السلام- أن يجعل تلاقيه أكبر من مناقشته، يعني لا يعترض على ما لا يحيط به علمًا، لافتًا: هذا هو شرط العلم إلى يوم الدين.
واستشهد «جمعة» خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات، اليوم الأحد، بقوله - تعالى-: «قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا»، ( سورة الكهف: الآية 70).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الرؤى تختلفمن موسى - عليه السلام- عن سيدنا الخضر؛ فالنموذج العلمي الذي عند الخضر متعلق بالحقائق الباطنية، والذي عند موسى متعلق بالأمور الظاهرية، مبينًا: موسى وعد الصبر الذي يعتمد على المقاومة، ولكنه في الواقع لم يصبر صبرًا صحيحًا، فكان يفكر أن هذه معارضة للنموذج وليس إضافة نموذج إلى نموذج.
وتابع المفتي السابق أن يقال أنه لما ركب موسى والخضر ويوشع - عليهم السلام- السفينة وجودوا طائر ينقر في الماء فقال الخضر لموسى: " إن مثلي ومثلك كمثل هذا الطائر، ومثل علمي وعلمك كمثل ما أخذ من البحر"، أي: «علمي وعلمك نقطة في بحر علم الله».
وأشار الدكتور على جمعة في بداية الحلقة إلى أن سيدنا الخضر سار مع موسى – عليه السلام- على الساحل ومعه يوشع بن نون- فتاه- الذي لم يغادره في أي موقف من المواقف، فكان معه يوم الصحراء وفي حادثة شق البحر وفي محاولة الدخول إلى الأراضي المقدسة وغير ذلك.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء أن الثلاثة ساروا معًا "موسى والخضر ويوشع – عليهم السلام-"، وكان يوشع يتعلم منهما، لافتًا "في هذا الموقف رسالة مهمة للشباب: «خلي ودانك أكبر من لسانك، اسمع وأتعلم وثقف نفسك بالمعلومات»، فيوشع لم يكن يتدخل في الحوار باعتراض أو موافقة، ولكنه كان يستمع ويتعلم فقط، قال – تعالى- « وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»، (سورة الإسراء:الآية 36).