قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الخِضر أو الخَضر كان رجلًا صالحًا عالمًا، وكان اسمه مَلك، و من علامته وبركته أنه إذا جلس على شيء اخضر كما ورد في الأخبار عنه، لافتًا: هذه من الأسرارالتي وضعها الله - تعالى- فيه ليعلم البشرية حقائق الكون.
وأضاف «جمعة» خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، أنسيدنا موسى- عليه السلام- أثناء تعلميه لبني إسرائيل سأله رجلًا: " من أعلم أهل الأرض يا موسى؟" فقال: "أنا"؛فعتابه الله لأنهينبغي أن يقول: " الله أعلم" وأنه فوق كل ذي علم عليم، ولا يعلم أحد ما يحيط بجميع ما بين السماء والأرض،وقال له: "بل هناك من أعلم منك" وبين له هذا عن طريق لقائه بالخضر، مبينًا أن موسى - عليه السلام- لم يستنكر هذا فقال: " يا رب أريد أن اراه للتعلم منه"، وهذا من أخلاق الانبياء.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أنموسى -عليه السلام- ضرب أروع الأمثلة وأسمى النماذج للمتعلم الحريص على الاستزادة من العلم حيث أخبره الله بأن هناك من هو ادري منه وأعلم بأمور لم يحط بع موسى علمًا، حينها قصد موسى إلى الخضر طالبًا منه العلم في تواضع العلماء، فطلبه بأدب رفيع يليق بالأنبياء ووجد موسى في الخضر المعلم والقدرة، قال - تعالى-: " وفوق كل ذي علم عليم"، وقال ايضًا: " وقل ربي زدني علما".
وكشف المفتي السابق في تصريح له بالبرنامج خلال حقلة الأمس عن علاقة موسى - عليه السلام- بقارون قائلًا: «جاء في كتب التفاسير أنه كان ابن عم موسى، وقيل أنه كان عمه، وهذا يعني أنه في الجيل السابق عليه وأنه أخو سيدنا عمران، لافتًا: الأرجح أنه ابن عمه.
ولفت الدكتور على جمعة إلى أن قارون موجود في الواقع التراثي المصري وكان يمثل شخصية الغني وفي نفس الوقت يمثل أيضًا شخصية الظالم الباغي المفتري.
شاهد أيضًا:على جمعة:قارون عَبَدَ الله 40 سنة و3 من أعوان إبليس ذهبوا لإغوائه
وبين « جمعة» خلال برنامجه «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، أن قصة قارون لم تقتصر على القرآن الكريم فقط، وورد في الكتب والتواريخ القديمة أن هناك شخصا غاية في الغني له الخزائن واتاه الله من كل اصناف الثروة وخرج على قومه في زينه، لافتًا: هذا الشخص هو قارون.
وذكر عضو هيئة كبار العلماء، إن مفاتيح خزائن كنوز قارون لم يكن أحد يقدر على رفعها وحده، فكانوا يأتون بـ ٤ من العبيد ويضعون المفاتيح على عصا حتي يستطيعوا حملها.
وبين المفتي السابق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-علمنا أن الكبرياء يغضب الله ويكون سببًا في عدم دخول الجنة، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود - رضى الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «...لا يدْخُلُ الجنَّةَ أحدٌ في قَلبهِ مِثْقالُ حبَّةِ خَرْدلٍ مِن كِبْرياءَ»، لافتًا: « الخردل شيء خفيف جدا فـ 6000 حبة منه تساوى جرامًا».
وتابع المفتي السابق أن قارون كان مليء بالكبر وهذا ممن يغضب الله؛ لأنه -سبحانه وتعالى- له الكبرياء وحده، وهو القائل : « الكبرياءُ رِدائِي، فمَنْ نازعَنِي في رِدائِي قَصَمْتُهُ»، أي: اخذته ولا أبالي.
وأكد أن قارون لم يجيد التعامل مع نعم الله، مستشهدًا بقول الله -تعالى-: «قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»، موضحًا أن الله خسف بقارون وبدراه الأرض؛ لأنه متكبر وباغي ولم يقم بحق المال الذي رزقه الله، ونسب لنفسه الحول والقوة، وكأنه يرى نفسه إلهًا؛ لذا أرانا الله - تعالى- آياته وعجائب قدرته في قارون ومثله من هؤلاء الناس.