وسط خسائر تتكبدها تركيا في محاور الصراع بليبيا، يبدو أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يعد استراتيجية جديدة لتأجيج الصراع في ذلك البلد، حيث قرر الرئيس التركي بشكل مفاجئ إعفاء رئيس أركان البحرية في الجيش التركي جهاد يايسي من منصبه.
وذكرت وسائل إعلام تركية بينها موقع "احوال" أن القائد بالبحرية التركية وهو مهندس اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، تم نقله ليخدم بهيئة الأركان في وزارة الدفاع.
اقرأ أيضا:
وأشار الموقع إلى تقرير نشره تليفزيون "فيريانسين" أن قرار إقالة قائد البحرية التركية بأمر من أردوغان جاء بطريقة غير اعتيادية قبل اجتماع المجلس العسكري، الذي عادة ما يتم في أغسطس، حيث تتم خلاله الترقيات واتخاذ قرارات الإحالة.
وأوضح التقرير أنالمسؤول الذي تم إعفاؤه كان لاعبا مؤثرا في الاتفاق الذي وقعه نظام أردوغان مع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، موضحة أنه على خلاف مع وزير الدفاع التركي خلوصي اكار.
وروج العسكري التركي في كتابه إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق، زاعما أن تركيا لها حق مشروع في إبرام الاتفاق الذي سيصب في مصلحتها ويضر بمصلحة اليونان وعدد من الدول الأخرى.
ونقلت عن الصحفي إبراهيم أوغلو قوله إن جنرالات الجيش التركي الذين تحدث معهم، أكدوا أن تلك الإقالة المفاجئة تشير إلى تغير في نهج النظام التركي الذي يتبعه منذ محاولة الانقلاب الفاشل في 2016، كاشفة عن خضوع يايسي لتحقيق في يناير الماضي كان هدفه إجباره على الاستقالة أو التقاعد.
وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السابق برئيس أركان البحرية مثنيا على خرائطه وتقاريره ومقالاته وكتبه، بشأن ليبيا، حيث كان من أشد الداعمين لفكرة أن تركيا لها حق في المياه الإقليمية قرب سواحل ليبيا.
بينما تشير وسائل إعلامية إلى أن قرار الإعفاء هو في أصله ترقية للجنرال التركي، موضحة أن أردوغاناختاره رئيسا جديدا لأركان الجيش التركي في وزارة الدفاع.
ويعد يايسي، بالإضافة إلى كونه مقرب من أردوغان، فهو مؤلف كتاب "ليبيا جارة تركيا من البحر"، حيث برر خلاله أطماعأنقرة في ثروات شرق المتوسط واحتياطات الغاز الضخمة الموجودة في تلك المنطقة.
وشغل جهاد المنصب كرئيس اركان القوات البحرية في الجيش التركي منذ 2017، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن دوره في الصراع في ليبيا والإشراف على الميليشيات وتبادل المعلومات بين حكومة انقرة وميليشيات الوفاق.