لا يكاد يمر يوم إلا ويقدم الجيش الأبيض نموذجا فريدا في التضحية، حيث يتقدم الصفوف الأولى في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ومن هؤلاء صفاء محمد، الممرضة السكندرية التي تبلغ من العمر 49 عاما والتي لفظت أنفاسها بعد أيام من المعاناة مع الفيروس.
في الغرفة 44 في مستشفى العجمي النموذجي والتي تستخدم لعزل مرضى فيروس كورونا المستجد بالإسكندرية، ظلت السيدة ذات الجسد النحيل تقاوم الفيروس على مدار 15 يوما قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
"كان بيقولولها ماما صفاء، وكانت أطيب قلب في الدنيا"، هكذا وصفت سهى مصطفى، رئيس نقابة التمريض، السيدة صفاء محمد، مشيرة إلى أنها وخلال عملها
الطاقم الطبي بدار رعاية الأطفال المعثور عليهم، بمنطقة كرموز، التابع لإشراف مديرية الصحة بالاسكندرية كانت محبوبة من الجميع، مشيرة إلى أنها ضحية للواجب"
وأضافت:"كانت تحب عملها ومخلصة له إلى أبعد حد، وتعامل الأطفال في الدار وكأنهم أطفالها، مشيرة إلى أن الراحلة كانت متزوجة ولديها ولدان وبنت".
وأوضحت "رئيس نقابة التمريض، أن الممرضة الراحلة كانت قد أصيبت بالفيروس نتيجة لمخالطتها لأحد الأطفال داخل الدار من المصابين به، وتم نقله معها إلى مستشفى العزل قبل أن تلفظ هي أنفاسها الأخيرة، بينما لا يزال الطفل يتلقى العلاج.
وعن اللحظات الأخيرة في حياة الممرضة الراحلة قالت الدكتورة ميرفت السيد، مدير مستشفى العزل بالإسكندرية، إن الراحلة كانت تعاني من عدد من الأمراض المزمنة التي أدت إلى تدهور حالتها الصحية بشكل كبير وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي قبل أن تلفظ أنفاسها متأثرة بمضاعفات الفيروس في جسدها.
وأشارت إلى أن أفراد الطاقم الطبي في المستشفى أصابهم حالة من الحزن لدى وفاة السيدة، وأنهم قد صلوا عليها الجنازة أمس في بهو المستشفى الخارجي".