قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن فرعون ادعي الإلوهية، وهامان سخر علمه لخدمته، وقارون كان عبدًا مؤمنًا لما يقرب من 40 عامًا ثم حدثت له فتنة وأغواه الشيطان، وجعله يتنكر من نعم الله - تعالى- عليه حتى خسف به وبداره الأرض.
وأضاف «جمعة» خلال حواره ببرنامج «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامى عمرو خليل، المذاع على قناة مصر الأولى، اليوم السبت،أن مثلث التنمية من العلم والقوة -السلطة- والمال كان يتمثل في هؤلاء الثلاثة، فهامان كان لديه العلم، وقارون لديه المال، وفرعون يملك السلطة والقوة.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن ما يمتلكون من صفات مثلث التنمية كان من الممكن أن تجعلهم في خدمة الناس وعمارة الأرض وكسب رضا الله - تعالى- ولكنهم اختاروا أن يفسدوا ويدمروا فيها.
وأكد المفتي السابق أن قارون لم يجيد التعامل مع نعم الله، مستشهدًا بقول الله -تعالى-: «قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»، موضحًا أن الله خسف به وبدراه الأرض؛ لأنه متكبر وباغي ولم يقم بحق المال الذي رزقه الله، ونسب لنفسه الحول والقوة، وكأنه يرى نفسه إلهًا؛ لذا أرانا الله - تعالى- آياته وعجائب قدرته في قارون ومثله من هؤلاء الناس.
ولفت الدكتور على جمعة إلى أن قصة قارون لم يقتصر ذكرها في القرآن الكريم فقط، وورد في الكتب والتواريخ القديمة أن هناك شخصًا غاية في الغني اتاه الله من كل اصناف الثروة وخرج على قومه في زينه، لافتًا: هذا الشخص هو قارون، فكان يمثل الشخص الغني الظالم الباغي الذي لم يقم على وظائف الغني من الرحمة والعطف على الفقراء والمساكين واعطائهم ممن أعطاه الله.
وألمح عضو هيئة كبار العلماء أن قارون كان عاملًا لفرعون، وكان إذا أمره أن يشق على بني إسرائيل يومًا، شق عليهم أسبوعًا، وورد في بعض الروايات أن ما حدث لقارون كان فتنة وأنه عبد الله 40 سنة في خلوة ثم أغواه إبليس، معلقًا:«إبليس معجبهوش أنه بيعبد ربنا كل الفترة دي بعتله 2-3 من أبنائه وفشلوا معه، فذهب إليه بنفسه، وظل يغويه وتركه بعد أن فتحت عليه الدنيا وأتاه الله كنوز كثيرة».