قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-علمنا أن الكبرياء يغضب الله ويكون سببًا في عدم دخول الجنة، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود - رضى الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «...لا يدْخُلُ الجنَّةَ أحدٌ في قَلبهِ مِثْقالُ حبَّةِ خَرْدلٍ مِن كِبْرياءَ»، لافتًا: « الخردل شيء خفيف جدا فـ 6000 حبة منه تساوى جرامًا».
وأضاف «جمعة» خلال برنامجه «مصر أرض الأنبياء»،مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أنقارون كان مليء بالكبر وهذا ممن يغضب الله؛ لأنه -سبحانه وتعالى- له الكبرياء وحده، وهو القائل : « الكبرياءُ رِدائِي، فمَنْ نازعَنِي في رِدائِي قَصَمْتُهُ»، أي: اخذته ولا أبالي.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن قارون لم يجيد التعامل مع نعم الله، مستشهدًا بقول الله -تعالى-: «قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»، موضحًا أن الله خسف بقارون وبدراه الأرض؛ لأنه متكبر وباغي ولم يقم بحق المال الذي رزقه الله، ونسب لنفسه الحول والقوة، وكأنه يرى نفسه إلهًا؛ لذا أرانا الله - تعالى- آياته وعجائب قدرته في قارون ومثله من هؤلاء الناس.
وأشار المفتي السابق إلى أن قصة قارون لم تقتصر على القرآن الكريم فقط، حيث ورد في الكتب والتواريخ القديمة أن هناك شخصًا غاية في الغني اتاه الله من كل اصناف الثروة وخرج على قومه في زينه، لافتًا: هذا الشخص هو قارون، مؤكدًا أنه كانيمثل الشخص الغني الظالم الباغي الذي لم يقم على وظائف الغني من الرحمة والعطف على الفقراء والمساكين واعطائهم ممن أعطاه الله.
وذكر الدكتور على جمعة في بداية الحلقة أن قارون كان من قوم موسى- عليه السلام - وجاء في كتب التفاسير أنه كان ابن عم موسى، وقيل أنه كان عمه، وهذا يعني أنه في الجيل السابق عليه وأنه أخو سيدنا عمران، مضيفا: الأرجح أنه ابن عمه.