يشهد يوم الخامس عشر من مايو من كل عام الاحتفال بـ"اليوم العالمي للأسرة"؛ وقد بدأ الاحتفال بهذه المناسبة بعد أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993 عن اختيار هذا اليوم تحديدًا ليكون يومًا عالميًا للأسرة يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأسر.
والهدف من هذا اليوم في الأساس هو زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالأسر حول العالم وكذلك دور وأهمية النظام الأسري في المجتمع، فضلًا عن تعزيز المعرفة بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والديموجرافية التي تؤثر على الأسر.
وبهذه المناسبة، وفي ظل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فإنه من الضروري الإشارة إلى أن أحد أصعب الأمور على أي عائلة بعد إصابة أحد أفرادها بالعدوى ونقله إلى المستشفى، هو عدم قدرة بقية العائلة على التواجد بجانبه ومساندته خلال هذه الفترة العصيبة في حياته.
ولذلك فسوف نسلط الضوء فيما يلي على تصرف إنساني أقدمت عليه عائلة أمريكية من أجل مساعدة المرضى المصابين بفيروس "كورونا" على البقاء على تواصل مع أقاربهم، حيث قررت العائلة التبرع بأجهزة "آيباد" في محاولة لدعم المصابين بالفيروس.
وكانت البداية عندما أصيب طبيب من مقاطعة "بالم بيتش" بولاية "فلوريدا" الأمريكية، ويُدعى "فلاديمير لاروش"، بعدوى "كورونا" في شهر مارس الماضي، وظل على مدار شهرين يصارع المرض في مستشفى محلي؛ وخلال هذه الفترة، كان من الصعب جدًا بالنسبة لعائلته عدم القدرة على رؤيته والاطمئنان عليه عن كثب.
وقال "بول لاروش"، شقيق الطبيب المصاب، في تصريح لمحطة "WSVN" التلفزيونية المحلية إن شقيقه كان غير قادر على التحدث خلال تلك الفترة، إذ أنه في الحالات الحادة من عدوى "كورونا" قد يكون من الصعب على المرضى التحدث عبر الهاتف؛ ومن هنا جاءت إلى "بول" فكرة شراء جهاز "آيباد" والتبرع به إلى المستشفى كي يكون في إمكانه التواصل بشكل أفضل مع شقيقه، وساعدته الممرضات على التواصل معه ورؤيته بعد وضعه على جهاز التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة.
وفي أعقاب ذلك، قررت العائلة بأكملها المشاركة ومحاولة القيام بدور إيجابي خلال هذه المحنة من خلال مساعدة المرضى على التواصل مع أقاربهم وأحبائهم.
وجاء في تقارير وسائل إعلام محلية أن عائلة "لاروش" تقوم حاليًا بتجميع أجهزة "آيباد" حديثة ومستخدمة بهدف التبرع بها للمستشفيات الموجودة في جنوب ولاية "فلوريدا"؛ وأكد أحد أفراد العائلة، ويُدعى "فريد شارلوت"، وهو من ولاية "تكساس"، أنه وزوجته قررا المشاركة في هذه الخطوة، وتمكنا بالفعل من تجميع وتجهيز 6 أجهزة كي يتبرعا بها للمستشفيات.
وأشارت التقارير الإخبارية إلى أن المستشفى التي كان يتلقى فيها "فلاديمير لاروش" العلاج تلقت ثلاثة أجهزة الأسبوع الماضي، وبذلك أصبح في إمكان عائلات المرضى ترتيب زيارات افتراضية بمساعدة الممرضات بالاستعانة بهذه الأجهزة، خاصة وأن القدرة على التحدث مع الأقارب والأحباء تعد جزءًا مهمًا من مراحل تعافي المريض، وخاصة أثناء تواجده قيد العزل.
جدير بالذكر أن عائلة "لاروش" تتبرع بأجهزة "الآيباد" عبر مؤسستها غير الربحية، التي يُطلق عليها اسم "Heal As One"، وتأمل العائلة أن يساعد تسهيل التواصل بين المرضى وعائلاتهم في عملية شفائهم.