قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بأوامر عُليا من الباب العالي !


أفرزت تلك الكارثة الفيروسية فنونًا كثيرة في جميع دول العالم، فن إدارة الموارد، فن إدارة الأزمة، فن معالجة الاقتصاد، ولكن في تركيا أفرزت فنًا ليس بجديد على سياسة أردوغان وهو فن تسييس الأزمة والاستفادة من تلك الكارثة لخلق مزيد من التصدع في العالم وتعميق جراح تركيا الاقتصادية و الاستزادة من آلام البشرية.

في الوقت الذي تخطو فيه تركيا عتبة الأربعة ألاف وفاة و مائة وخمسة وأربعين ألف حالة مصابة بفيروس كورونا ، يزداد الوضع الداخلي سوءًا، فيستغل اردوغان تلك الكارثة ليخلق حالة من السخط الشعبي في أنقرة واسطنبول لمناهضة شعبية أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش وهما خصماه اللدودان، بإهمال تلك البلدتان ومنع جمع التبرعات يهما،وإغلاق المستشفى الميداني في أضنه والمطاعم التي تقدم الوجبات المجانية في انطاليا وإغلاق المخابز المجانية في مارسين
ب " أوامر عُليا " من الحكومة المركزية التركية
من أجل تكبيد حزب الشعب الجمهوري - الذي خسر أمامه الانتخابات العام الماضي- خسائر شعبية كبيرة، فالمواطن في ظل الأزمة الراهنة لايستطيع أن يفرق من هو الجاني الحقيقي ولكن سيصب سخطه على أول مسئول مباشر أمامه وهذا ما يفعله أردوغان محاربًا خصومه بأرواح مواطنيه.
مع منع تداول الليرة من قبل الأجانب في الأسواق الناشئة وفرض قيود حتى أصبحت الليرة التركية في طريقها للانهيار أمام الدولار سبع مرات أقل، حتى أن رفض صندوق النقد الدولي طلب تركيا بالاقتراض.
ولكن حُلم الدولة العثمانية لازال يصيب الحاكم التركي ومن حوله بحالة من العمي،ولم يكن تردى الأوضاع الداخلية وعدم الاكتراث بمحاولة الإصلاح فحسبْ، بل بدأت تركيا في التسلل إلى خزانة البشرية وسط انشغالها في مجابهة كورونا وتبعاته ، لتسرق ما تستطيع منها،وتعاود الجور على حق الغير وسرقة ما ليس من حقها، مثل اللص الذي يسرق في عتمة الليل، فأعلنت شركة البترول التركية " تباو" تقديم طلب لحكومة السراج للسماح لها بالتنقيب عن الغاز أمام السواحل الليبية وقد أبدى فاتح دومانز وزير الطاقة التركي حماسه لبداية أعمال الحفر والاستكشاف والتنقيب شرق المتوسط مما سيخلق مزيد من التوتر مع قبرص واليونان وخاصة قبرص التي لاتعترف بها تركيا كدولة و تصمم القنوات الإخبارية التركية بتناول اسم الدولة في عناوين الإخبار
باسم "إدارة قبرص الجنوبية" وليس دولة قبرص.
كانت ايطاليا وفرنسا أبرز المعارضين لتلك الاتفاقية الآثمة ولكن أين هما الآن؟ فايطاليا لازلت ترثى ضحايا فيروس كورونا وفرنسا تدرس أوضاعها الداخلية بين عودة الاقتصاد وبين الحماية ولكن اللص لن ينتظر حتى يتعافى العالم...
أمّا عن العراق فلقد زادها القدر من الشعر بيتًا ، فلم يكتف بالمأسى التي أصابتها جراء جائحة كورونا واستمرار قوات داعش المسلحة في قرى العراق وعشرون عامًا من التصحر بل أعلنت تركيا أنها ستبدأ في تشغيل أول توربينة لسد "أليسو" على نهر دجلة مما سيصيب العراق بمزيد من الظمأ والتصحر وهجرة المزارعين وصعوبة زرع الأرز.
لم تكن فقط جائحة كورونا في العراق هي التي سنحت لتركيا بمزيد من الاعتداء على مياه العراق ولكن التخبط في تشكيل الحكومة واعتذار محمد توفيق علاوى ليأتٍ بعده الكاظمى ويواجه المزيد من الصعوبات والاعتراضات على تشكيل الحكومة ومزيد من مشاكل المحاصصة، كل تلك الظروف ساعدت اليد الغاشمة التركية في مزيد من الاعتداءات الاستعمارية.
حقا الدولة الغير متحدة والغير قوية يطمع في قوتها الآخرون، كما قالها الرئيس السيسى يوما ما.
يبدو أن دولة الأتراك لا تعبأ بجراحها الاقتصادية ولا الصحية، لا تعبأ بمعالجة مواطنيها وإنقاذهم من الكارثة العالمية ولكن أين منظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن والأمم المتحدة ومن يستطيع اليوم التصدي لتلك الدولة المعتدية ؟
فعلى العالم أن ينتبه إلى ما تفعله تركيا خلسة..والأخ تضرر الكثيرون.