تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بعيد نياحة القديس مكاريوس السكندري (٦ بشنس الموافق ١٤ مايو)، كان هذا الأب معاصرًا للقديس مقاريوس الكبير أب الرهبان، ولهذا أُطلِق عليه اسم مكاريوس الصغير، وهو أحد القديسين الثلاثة باسم مكاريوس .
ولد القديس مكاريوس بمدينة الإسكندرية حوالي عام ٣٠٦ م.من والدين فقيرين، اشتغل خبازًا بضع سنين، وكان محبًا للناس، وتعمَّد في الأربعين من عمره، وبعد ذلك اتخذ قراره بترك كل شيء في العالم، وذهب إلى القديس أنطونيوس وتتلمذ له.
أقرأ أيضا ..
كنائس الشرق الأوسط: دعوة الفاتيكان والأزهر للصلاة محطة جديدة للأخوة الإنسانية
حقيقة عودة الصلوات يوم 18 مايو.. الكنيسة تجيب
وترهب في أحد الأديرة القريبة من الإسكندرية. ونظرًا لتزايده في النسك فقد صار أبًا ومرشدًا لجميع القلالي القريبة من الإسكندرية ولذا فقد دُعي أب جبل القلالي. وقد بلغ أتباعه من المتوحدين خمسة آلاف شخصًا ينهلون من فضيلته وقداسته وحكمته. ولما اكتظت القلالي بالرهبان هجرها إلى مركز جديد وهو الإسقيط، وكان أشد وعورة من سابقيه، وتبعه إلى هناك عدد محدود من تلاميذه المقربين له والمعجبين به.
وسمع عن الدير الباخومي في طبانسين Tabennhci بصعيد مصر، بالقرب من الأقصر، وكيف يعملون في خدمة الشعب بروح تقوى تحت قيادة العظيم أنبا باخوميوس أب الشركة.
استبدل القديس مقاريوس ثيابه بثياب فلاح وذهب إلى الدير ماشيًا لمدة خمسة عشر يومًا. سأل عن القديس باخوميوس وكان الله قد أخفي عنه شخصية القديس مقاريوس.
نفاه الملك فالنس الأريوسي إلى جزيرة أنس الوجود بأعلى الصعيد مع القديس مقاريوس الكبير حيث نالتهما عذابات كثيرة مدة ثلاث سنوات بناء على أمر الملك. وكان أهل تلك الجزيرة يعبدون الأوثان وكان كاهن هيكل الأصنام محل احترام الجميع وكانت ابنته مصابة بروح نجس، ولما صلى القديسان على الفتاة شُفيت وللحال آمن كثير من أهل الجزيرة، فقاما بهدايتهم إلى الإيمان المسيحي إلى أن عادا إلى مقريهما.
وأكمل حياته في سيرة روحانية حتى وصل إلى شيخوخة صالحة وتنيح بسلام سنة ٤٠٤ م، وصلى نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي عشية عيد القديس، مساء اليوم بالدير ذاته.