حين تقترب منه يتخلل إليك وتغمرك روائح التاريخ العُمانى الأصيل ويجتذبك نحوه للتعرف عن قرب إلى تاريخ السلطنة الزاخر، وكأنما عاد الزمن قبل قرون ليحدثك بهدوء بقيمته وروحانيته التى تشع من جدرانه العتيقة .. بيت الصفاة بولاية الحمراء بسلطنة عمان هنا حكاية من الأصالة وبصمات عمانية خلدها التاريخ.
يعد بيت الصفاة بسلطمة عمان من البيوت الأثرية
القديمة التى تحظى بمكانة خاصة عند العمانيين، عالم صغير لكنه يحكى تاريخ قرون يختزل في جنابته تاريخ إنسان وكأنما اختزلت جدارنه
تاريخ سلطنة عمان لكل ركن حكاية ممتزجة بعبق
التراث،فهو
بمثابة متحف حي من سلطنة عُمان القديمة، يحتّل
منزلًا تقليديًا تمّ ترميمه بشكلٍ رائع وتمّ تشييده باستخدام قطع أثرية قديمة ومفروشات
تقليدية، كما أنه يعطي انطباعًا جيدًا حول ما قد تبدو عليه هذه المنازل في الأصل.
يقع
بيت الصفاة على بعد كيلومترات من العاصمة العمانية مسقط حيث تقع ولاية الحمراء وهى
إحدى ولايات محافظة الداخلية التى تقع في الجزء الشمالي الغربي من الجبل الأخضر، وتحدها
من الغرب ولاية عبري، ومن الشرق نزوى، والرستاق شمالًا، وولاية بهلاء جنوبًا، وفى الطريق
إليه تحكى الطرقات سيمفونية ممتزجة من التاريخ والحضارة والأصالة ترسم ملامحهما المعالم
الأثرية، ويقع بيت الصفاة تحديدًا وسط الحارة القديمة بولاية الحمراء بجوار مسجد الصلف.
وهو بيت بُني بالطين الممزوج بالشعر والتبن في زمن اليعاربة بما يقارب 400 عام حينما
شُق الفلج وبُني على مراحل أقدمها الجانب الشرقي. ومر بمراحل متعددة فى تشييده أقدمها الجانب الشرقي الذي عاصر بناء حصن جبرين العريق
وقام بتاسيس بنائه الشيخ العالم محمد بن يوسف العبري وكان معلما للثقافة والعلم والفكر
والأدب ومقرا للصلح والوفاق والحكمة على مدى قرون من الزمن.
يتميز
بطراز معماري فريد بتعدد طوابقه وارتفاع بنيانه والزخرفة والنقوش على الجدران والأسقف
والأبواب وإبداع في الهندسة المعمارية، وحاليًا تم تحويله الى مزار سياحي فريد من نوعه
في السلطنة الذي يعكس التراث والحياة الحية بطبيعتها على هيئة صناعات حرفية وعادات
حضارية قديمة.
وحسب مؤرخون يعود أصل تسمية بيت الصفاة بهذا الأسم لأن البيت مبني على صخره ملساء كبيره تسمى عند العمانيين الصفا.
وبدأت
حكاية هذا البيت في زمن اليعرابة قبل 400 عام، وفي عهد الشيخ زهران بن محمد بن إبراهيم
العبري أصبح هذا البيت مركزًا سياسيًا واجتماعيًا في المنطقة، حيث كانت تسير الأمور
وتصدر الأوامر منه. كان بيت الصفاة مقر سكنه له ولأولاده من بعده. خرج من البيت عدد
من الشخصيات البارزة من علماء وقضاه وولاة. وأتت فكرة إنشاء مشروع بيت الصفاة عام
2005،ليقدم الحياة العمانية للزوار.
تجدر
الإشارة إلى ولاية الحمراء تزخر بالمعالم التاريخية والأثرية التى تستقطب الأفواج السياحية
من داخل السلطنة وخارجها وذلك لزيارة المواقع السياحية المتنوعة من مسفاة العبريين
وكهف الهوتة ومنطقة غول الأثرية وجبل شمس والحارات القديمة مثل بيت الصفاة والبيوت
الأثرية القديمة وغيرها.