أظهرت دراسة علمية حديثة أن أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قد لا تبدأ بالحمى لدى الأطفال، لكن يمكن أن يكون الإسهال والغثيان من الأعراض المبكرة التي تشير إلى الإصابة بالعدوى.
وتوصل فريق من الباحثين من مستشفى "تونغجى" بمدينة "ووهان" الصينية، أول بؤرة لتفشي الفيروس المميت، من خلال دراسة خمس حالات، إلى أن الأطفال غالبًا ما يعانون من أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي أولًا مثل الانسداد وتضخم الكلى؛ وأفاد الباحثون بأن السبب وراء ذلك يرجع إلى أن الفيروس يرتبط بمستقبلات لا توجد فقط في الرئتين، لكن في الأمعاء أيضًا، وفقًا لما ورد في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أنه يمكن أن يؤدي التشخيص والعزل السريع للمرضى الذين يعانون من هذه الأعراض إلى العلاج المبكر وإيقاف انتشار الفيروس.
وأشار أحد المشاركين في الدراسة، وهو طبيب في قسم الأطفال بالمستشفى ويُدعى "وينبين لي"، إلى أن أغلب الأطفال يتأثرون بشكل بسيط بعدوى (كوفيد-19)؛ وبالنسبة للحالات الحادة القليلة فإنها غالبًا ما تكون مرتبطة بمعاناة المصابين من مشاكل صحية كامنة.
وأوضح أنه من السهل تشخيص الحالة بشكل خاطئ في المرحلة المبكرة في حال معاناة الطفل من أعراض غير تنفسية أو معاناته من مرض آخر.
كان الباحثون قاموا بدراسة حالات خمسة أطفال دخلوا مستشفى "ووهان" للأطفال خلال الفترة ما بين الثالث والعشرين من يناير والعشرين من فبراير، حيث لم يكن أي منهم يعاني من أعراض تنفسية مثل السعال أو ضيق التنفس، لكن تم في وقت لاحق تشخيص إصابتهم جميعًا بالالتهاب الرئوي وفيروس "كورونا".
واحتاج ثلاثة من هؤلاء الأطفال إلى عملية جراحية طارئة لعلاج حالات مثل "الانغلاف المعوي" أو "الانغماد المعوي"، والذي يحدث عند دخول جزء من الأمعاء في جزء آخر، متسببًا في الإصابة بانسداد معوي؛ وعاني الطفلان الآخران من التهاب حاد في المعدة والأمعاء، والذي يعاني المصابون به من الإسهال أو القيء أو كلاهما لأكثر من سبعة أيام، كما تبين أن أحد هذين الطفلين كان يعاني من تضخم في الكلى بسبب تراكم البول بالإضافة إلى حصوة في كليته اليسرى.
وانتبه الأطباء كذلك إلى معاناة اثنين من المصابين بعدوى حادة لفيروس "كورونا" من ضعف في وظائف الكلى والكبد وعضلة القلب.
وذكر "لي" أن هؤلاء الأطفال كانوا متواجدين في قسم الطوارئ بالمستشفى للحصول على استشارة طبية بشأن حالات مرضية لا علاقة لها بـ"كورونا"، فمثلًا كان أحدهم مصابًا بحصوة في الكلى، إلا أن الفحوصات الطبية أظهرت إصابتهم جميعًا بالالتهاب الرئوي قبل تشخيص إصابتهم بالفيروس.
يذكر أن أربعة من الأطفال كانوا يعانون من الحمى، إلا أن الطبيب أشار إلى أن هذا العَرَض ربما يكون مرتبطًا بمشاكلهم الصحية الأخرى.
وأفاد تقرير الصحيفة البريطانية بأن دراسة أخرى أُجريت في شهر فبراير الماضي توصلت إلى أن 10% فقط من مرضى "كورونا" البالغين عانوا في البداية من الإسهال والغثيان قبل الحمى.