احتفلت الدولة الفاطمية بشهر رمضان المبارك بطريقة خاصة، لم يكن لها مثيل، وكانت تبدأ الاحتفالات في أواخر شهر شعبان تمهيدا لحلول شهر رمضان، وتستكمل الاحتفالات في الدولة الفاطمية عند إعلان رؤية الهلال.
الاحتفالات بشهر رمضان في الدولة الفاطمية كانت غنية بمظاهر العظمة، وفقا لما ذكر في كتاب «رمضان في الزمن الجميل»، فكان الأسبوع الأخير من شهر شعبان، هو الوقت الذي ينتظره قضاة مصر للاحتفال مع الشعب.
كان قضاة مصر يبدأون بالطواف بالمساجد في القاهرة وباقي المحافظات، لتفقد ما تم إجراؤه من إصلاح وتجهيز المساجد، والاهتمام بتعليق المسارج والقناديل لتصبح الشوارع مضيئة في ليالي رمضان كالعادة السنوية للدولة الفاطمية.
ويصف الرحالة «ناصر خسرو» الذي زار مصر في القرن الخامس الهجري، الثريا الذي أهداه الخليفة الحاكم بأمر الله إلى مسجد عمرو ب العاص بالفسطاط، وكانت تزن الثريا الواحدة 7 قناطير من الفضة الخالصة، وقال ناصر خسرو عن جامع عمرو بن العاص: «كان يوقد في ليالي المواسم والأعياد أكثر من 700 قنديل وكان يفرش المسجد بعشر طبقات من الحصير الملون فوق بعضها».
كانت الدولة في العصر الفاطمي تخصص مالا لشراء البخور الهندي والكافور والمسك لتعطير المساجد في شهر رمضان والأعياد، وكان المصلون يحافظون على كل أدوات الاحتفال من المشكاوات إلى الحصير الملون دون إتلافه، وبعد انتهاء شهر رمضان كانت تعاد القناديل والمشكاوات والحصير إلى مكان تم إعداده لحفظها فيه داخل المسجد.