بين الألم والتنمر يجد مصابي فيروس كورونا وعائلتهم أنفسهم في معاناة كبرى، من بحث عن مستشفيات ومخاوف من أن يفقد المصاب حياته، ومن نظرات الجيران وألسنة الباعة لأهل المصاب، مرارة وغصة أراد مجموعة من الشباب أن يزيلوها من على عاتق تلك الأسر.
داخل حي دار السلام وحدائق المعادي تعاون 15 شابًا على محاربة التنمر الذي يمارسه الأشخاص تجاه المصابين بفيروس كوفيد -19، وأسرهم، مطلقين مبادرة "أنا مش وباء" للحد من تلك المشكلة.
اقرأ أيضًا:
فيقول "عمرو سمير" أحد أعضاء المبادرة وأدمن صفحة "شباب دارالسلام" على "الفيسبوك":" أطلقنا المباردة لما لاقينا إن الناس بتتعامل بطريقة سيئة مع أسرة المصابين رغم إن نتائج تحليلهم كانت سلبية من الإصابة".
اقرأ أيضًا:
ولعل ما زاد من دافعهم لإطلاق المبادرة هو تمنع الباعة عن التعامل وسخرية الأطفال، فيوضح "سمير" لـ "صدى البلد" قائلًا:" في بائعين بيمتنعوا البيع والشراء معاهم، وأطفال بتتنمر عليهم وعلي أولادهم".
مستكملًا:" قررنا نوعي الناس إن المرض مش عار يخلينا نستعر منه ونستعر من أسرة المصابين لأن ممكن أي حد يصاب به، احنا مش احسن من كبار المسؤولين اللي اتصابوا بفيروس كورونا وكانوا عاملين إجراءات اكتر بكتير عننا".
يقتطع الشباب من وقتهم ساعات يوميًا لممارسة الدور الذي فرضوه على انفسهم، " بقينا ننزل نتكلم مع الناس في الأسواق، وبدأوا يقتنعوا واحدة واحدة"، لم يقتصروا في التوعية على الشوارع بل نقلوها إلى منصة "الفيسبوك":"قررنا اننا نعمم المبادرة على الفيس بوك ونتعاون مع صفحات تانية عشان توصل لأكبر عدد ممكن، وبنستغل إمكانيات الفيسبوك زي الفيديو في إننا نعمل فيديوهات توعية".
وإلى جانب المبادرة يتابع المسئولون عن الصفحة أخبار الحالات المصابة،:"احنا بندور وبنتابع الحالات باستمرار، واعلنا عن اكثر من 10 حالات مصابة بكورونا مؤكدة وأسرهم بيأكدوا الأخبار وبيطمنونا اول باول بحالاتهم الصحية ، خرج منهم 7 حالات بعد الشفاء الحمدلله".
ألقى "سمير" الضوء على نظرات الجيران للمتعافين، قائلًا:"طبعًا لما خرجوا نظرة الناس ليهم انهم وباء وكانوا في مستشفي الحجر الخاصة بكورونا، واحنا كمنطقة شعبية الوعي عندنا مش في أفضل صوره، وبالتالي كان ضروري حملة التوعية لرفض كل أنواع التنمر على المصابين والمتعافين".