وأوضح المفتي السابق في حلقة الأمس أن سيدنا موسى -عليه السلام- طلب طلبًا مشروعًا من فرعون وهو رجوع بني إسرائيل إلى بلدهم، لأن لهم خصوصية معينة، حتى أنهم جعلوا بيوتهم قبلة.
وأفاد «جمعة» خلال برنامجه «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، الاثنين، أنه فرعون لم يستجب لطلب موسى لتكبره وربما لعدم توفيق الله له، مستشهدًا بقوله - تعالى-: «وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ».
وواصل عضو هيئة كبار العلماء أنه ربما تعنت في إجابته لهدف سياسي وخوفًا من سفرهم وانقلابهم عليهم، ويمكن أنه يوجد سبب آخر خفي جعله يتصرف بهذا الغباء.
ونبه في تصريح سابق بالبرنامج أن مشهد إيمان السحرة هز فرعون هزة كبيرة، خاصة مفأجاة سجودهم لله، قال- تعالى- « فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ»، ( سورة الشعراء: الآيات: 46: 48).
وأكمل « جمعة» أن السحرة تمسكوا بإيمانهم بعد تهديد فرعون لهم بأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، كما جاء في قوله - تعالى-: «قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ»، ( سورة طه: الآية 72).
ولفت عضو هيئة كبار العلماء أن أفضل التفضيل في آخر الآية الكريمة تثبت أيضًا علم فرعون بوجود الله ولكن ما قدروا الله حق قدره؛ ففرعون لم يكذب موسى ولكنه كان يجحد آيات الله، مشيرًا أنهم أخبروا فرعون أنهم لن يؤثروه على ما جاءهم من البينات، حيث يُقال أن الله كشف لهم أماكنهم في الجنة فرأوها بعينهم.
واسترسل المفتي السابق أن السحرة آمنوا بالله تمام الإيمان في هذا المشهد ولم يفرق معهم تهديد فرعون تمامًا، قال - تعالى- على لسانهم: «قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا»، (سورة طه: الآية 72)، لافتًا: سجود 30 ألف ساحر في مشهد مهيب كان أمرا كبيرًا في هذه القصة.
وألمح أن كليم الله موسى كان قائدًا بكل معاني الكلمة، تحمل مسؤولية بني إسرائيل من الوهلة الأولى بعد تكليف الله له بالرسالة والنبوبة وتأييده بالمعجزات والبراهين والأدلة، وتحمل غطرسة فرعون وجبروته ووقف صلبًا قويًا مدافعا عن قومه وشعبه، وتحمل مسؤولية سحرة بني إسرائيل عندما آمنوا به وهددهم فرعون، كما تحمل مسؤولية قومه في التيه لسنوات عديدة بلغت الأربعين.