مجاراة التكنولوجيا،وملاحقة التقدم ،والوصول لمرحلة استباقها، وإبداع ما هو استثنائي ،وتطوير الأدوات ، فكريا وعملياتيا، تحدى حياتى ومهنىللعديد من المهن والمناصب الجذابة ، مرهق لحد الإنهاك ، معركة بلا كلل أو ملل.
ووسط كل هذه الأجواء الساخنة واللهاث الذي لا يتوقف ، أحيانا لا يكون المردود ،محقق للطموحات ، كغيرهم ممن ينتهجون سياسة السبوبة والزيس ، على الاحترافية والتطوير!
نقاش مطول عايشته ووصل لى ، بين أصدقاء ومعارف كثيرين ،في سياقات مختلفة ،على مدار الفترة الأخيرة ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، في شركة إنتاج درامى ، وفي مراكز دراسات ما ، ومسئولون في جهات ما ، وقبله في عملى بوكالة أخبار عالمية ،وفي كواليس قناة عربية شهيرة ومكتب إخبارى شهير ، وفي اتصالات لأرباب مناصب بجهات وشركات ، لا يمكن حتى ذكرها بشكل تفصيلى .. من يسمونهم صفوة بشكل عام ، ومعارفى التجاريين والاقتصاديين ، وباحثون ودكاترة في أعمار وتخصصات مختلفة!
وكأن هذا التحدى يصدع الجميععلى كل المستويات فعليا ، وبأشكال مختلفة أكيد ،لكن العنوان الرئيسي واحد ، حتى من يتصور البعضإنهم في أفضل حال ، مهنيا وماليا، فبحساب الخارج والداخل ، الأمور دخلت في حالة التحدى ،في طبقات وسياقات ، لا يمكن العيش فيها بهذه الطريقة.
واقع صعب ومعقد ، فكرت أن أكتب فيه كثيرا ، لكننى تعرضت لنقاش داخلى ، بين ما يتصور البعض إنه بوح بأسرار قيلت أمامى ، وبين استعراض الأمر بشكل عابرللإستفادة ، وبالتأكيد هناك من هم ساكتون ، يتصورون أن الأمر عليهم فقط ، ويخجلون من ذلك ويعانون نفسيا .
سألت في جهات مختصة هل هناك تعرض لهذا الملف ، فإهتزاز الصفوة في مختلف السياقات أمن قومى ،
تماشيا مع معاناة من يسمونهم بملح الأرض ، والطبقة المتوسطة بكل مستوياتها ، العليا والمتوسطة والدنيا ، والتى يمثل المستويان الأولان منها ، الصفوة ، فقيل لى أن هناك نقاش ومحاولات مواجهةفي كل السياقات لأن الأمر ملح ويعرض المجتمع ، لاختلالات خطيرة من المهم مواجهتها،فقررت أن أكتب بمعلومات برقية الطابع.
لن أخوض أكثر في التفاصيلوسأكتفي بالايماءات والاستعراضات العامة ، حتى لا ينزعج البعضفأنا حسن النية جدا فعليا ، لكن الأمر يحتاج لدراسة ومواجهة ،حتى لا تندمى طبقة من المحترفين حاملى المجتمع ، بعضهم أعمالهم موسمية ، ومهما كانت أرباحهمفلا تتعلق بالاحترافية والمهنيةبل ده دمه خفيف ولا لاء ، مثلا
وغيرها من الأجواء غير الاحترافيةوسياقات الشللية السلبية المعتادة.
وهناك أعمال إبداعية مستقرةبمقابلات يتصورها أخرون كبيرة، لكنها بتحديات الفترة الأخيرةومستوى معيشة محدد ، يحاولون عدم النزول عنه ، لا تساوى شئ كبير .. هذا حديث لا يظهر لأخرينلأنه حديث في مكاتب ، لكن أنا واثق من إنه حديث عام ، فلا تعنى السيارة الجذابة ، والبدل الماركاتوالطواقم اللطيفة ، والأكسوساريز اللافتة..أن الأمور تسير في الإطار السليم ، وكل شئ على ما يرام، بل إنها تسير بالكاد ، ووجود أمثال هؤلاء من قادة المجتمع في عدة سياقات على هذا المنحى ، أمر مهدد للمجتمع كله صدقونى ، وفاتح لفسادات منوعة مثلا ، وانهيارات اجتماعية وثقافية مضرة أكيد.
ولو نزلنا مستوى ما بشكل أو آخرستزيد الأعداد والهويات كثيراوالتحديات أكثر وأكثر ، فعدد السادة الذين يطلبون أعمال إضافيةكبير جدا ، رغم إنهم في أعماليتصور البعض إنها جيدة ، الأمر حاكم بالمناسبة ، وزادت التحديات مع الكورونا أكيد .. ليس في مصر فقط بل العالم كله طبعا ، فإنضمت قطاعات كبيرة من التجار ، لا أتحدث عن الشاكين دائما ،أو قل المتشاكين وأرباحهم تزيد لحظيا، لكن أتحدث عن قطاعات حقيقية
تعانى تحديات بشعة ، ولن أتحدث عن مرضي الاستيراد ، فأنا ضدهم على طول الخط ، لكنهم تأثروا أيضا بشكل كبير ، وفي مجالات عديدة.. وهناك قطاعات كثيرة اقتربتمن الوصول لمرحلة الصراع على البقاء ، وهناك مقاولون دخلوا هذه الدائرة بالفعل ، بل وهناك شركات إعلان وإنتاج إنكمشت ، وأخرى توقفت تماما ، بحجج تحاول إخفاء أمرها وراءها ، لكن الحقيقة واضحة للأسف للفاهمين .. وهم يضحكون على أنفسهم أو قل يتضاحكون
ودور نشر تعانى الأمرين ، على كبرها وتاريخها ، بل وأطباء في تخصصات بعيدة عن الأمور الشهيرة
تأثروا جدا ، منهم الأسنان مثلا ..تصوروا ، بسبب قلق الكورونا، والأمر ليس بعيدا عن الكوفيرات الكبيرة للجنسين ، وطبعا أصحاب المطاعم والكافيهات!
وتختلف هنا توصيفات الصفوة لدى البعض ، وتحديد مستهدفى المقال ، فقط أنا عرجت على أصحاب الأرقام الكبيرة نسبيا ، الذين تتضروا أيضا ، وبالطبع هناك مجموعات ستعود بالتأكيد ، وتعوض خسائرها ، لكن هناك من هم توطنوا في هذه الدائرة ، رغم احترافاتهم وعلاقاتهم لأسباب عديدة ، وهؤلاء من كل رموز الصفوة المباشرين
وتنبع من هنا الخطورة خاصة لأنها تمس مناصب ما وقطاعات ما مثيرة للجدل!
ولذلك الأمر يستوجب وقفة حقيقيةليست من الدولة فقط طبعا ، لكن من كل مشتملات المشهد ، لأن الأمر يتعلق بهوية مجتمع ، وبقوى دافعة ، لو إنهارت كل شئ سيختل !!!
وطبعا هذا المقال لا يتعرضللسياقات الآخرى الاعتيادية ، التى غرقت في تحديات مريرة .. مع كامل تقديرى لها لأننا نتكلم عنها كثيرا ، والكل مدرك أمورها وصلت وتصل لأى حد .. بالمناسبة إسألوا من يذهب لمكاتب البريد ، وبنوك الزراعة عن بعض أشكال الحاصلينعن ال٥٠٠ جنيه ، دعم الدولة لمتضررى الكورونا ، وهذا سياق بعيد تماما عن موضوع المقال ، لكن الشئ بالشئ يذكر ، حتى لا تتصورون إننى أتعمد التعرض لطبقة ما .
وبالطبع كل طبقة لها تحدياتهالكن ما سمعته وأسمعه وأتوقع إنى سأظل أسمعه ، في قطاعات مختلفة جعل هذا المقال ضرورة .. وربنا يعين الجميع.