ارتفاع عدد المصابين إلى 25 حالة مصابة بفيروس كورونا فى قرية الخطارة التابعة لمركز نقاده قنا، كان بمثابة ناقوس خطر دق فى أرجاء القرية، دفع أبناءها لتشكيل لجان شبابية لعزل القرية ذاتيًا، يتولى كل فريق مهام محددة لتنفيذها بكل دقة و مصداقية للوصول بقريتهم إلى بر الأمان و الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
يقول صالح محمد، مسئول لجنة الازمات بالمنطقة البحرية فى القرية: "بعد ظهور فيروس كورونا فى مصر و بعض الأماكن المجاورة، قررنا كمجموعة شباب تشكيل عدد من اللجان لتجنيب القرية مشاكل انتشار الفيرس، فقمنا بعمل لجنة كوادر طيبية من أطباء القرية، و لجنة كوادر شعبية من مسئولين الدواوين و القيادات الشعبية بالقرية، واخترنا 5 شباب متطوع من كل نجع بالقرية، للقيام بأعمال التوعية من خلال اللافتات و المطبوعات الورقية التى كان لأصحاب المكتبات دور كبير فيها، وتم توفير كمامات و قفازات ومواد كحولية بأسعار مناسبة من قبل أصحاب محلات المستلزمات الطبية بالقرية، كما قمنا من قبل بتعقيم المدارس وتوفير كمامات للمدرسين والطلاب أثناء تسليم الأبحاث وذلك بعد استئذان الإدارة التعليمية، وكذلك المساجد لتأمين دخول المؤذنين".
وأضاف محمد، بعد تطور الأزمة وظهور حالات بالقرية، كان لابد أن يأخذ العمل منحنى آخر، ومنها الدخول لمنازل المخالطين و المصابين بطريقة وقائية سليمة، حيث تم توفير مواد التعقيم و أدوات الحماية، تطوع 5 شباب من كل نجع لتوصيل الطلبات للحالات المخالطة لفيروس كورونا، وبعدها الاتفاق على دخول منازل المخالطين بطريق وقائية لتعقيم المنازل وتوفير احتياجات هذه الأسر.
وقال حمزه حشاش حسانين" موجه رياضيات" بعدما شعرنا بالخطر من فيروس كورونا ، قرررنا عمل مبادرة لإنقاذ بلدنا، و بالتعاون والتكاتف من عدد كبير من الشباب قسمنا القرية إلى مجموعة مربعات سكنية، يتولى خدمة كل مربع سكنى مجموعة من الشباب المتطوعين لديهم معرفة بأهل المكان، لتوفير و تلبية كل ما تحتاجه الأسر الموجودة بالعزل الصحى الذاتى فى المنازل، فضلًا عن توفير الأدوية، و إحضار المتخصصين لإعطاء الحقن و المحاليل الطبية.
وأضاف حسانين، إدراكنا لحجم المشكلة والتصدى لها من البداية ساعدنا كثيرًا فى حصار العدوى والفيروس، فقمنا بالتنسيق مع الأجهزة المختلفة من خلال أطبائنا المتطوعين، بنقل المصابين للعزل الصحى، وتقنين العزل الذاتى للمخالطين، و الحمد لله الحالات تتعافى يوميًا بعد، حيث يتم الاعلان عن حالات الشفاء أو الاصابة يوميًا بشفافية تامة للتعامل مع الأزمة بواقعية، لافتًا إلى أن عدد الحالات المصابة وصل إلى 25 حالة بالقرية، منهم حالتان تم شفاؤهم تمامًا، إضافة لحالتين توفاهم الله، نتمنى لهم الرحمة والمغفرة.
وطالب دياب، بتعاون أكبر من مديرية الصحة بقنا، لاحتواء ظهور أى حالات جديدة، خاصة من المخالطين الذين تظهر عليهم أعراض المرض تباعًا، وذلك بتوفير الأماكن بشكل عاجل لمنع أى فرص لانتقال الفيروس مرة و أخرى و مساعدتنا فى حصار المرض، لأننا جميعًا فى مركب واحدة، و مشيدًا بتعاون الأجهزة الأمنية مع الشباب فى تنفيذ العزل الذاتى وتيسير مهمة الشباب المتطوعين لتوصيل الاحتياجات لمنازل المخالطين، و نتمنى أن تنتشر الفكرة وتقتدى بها بقية القرى للقضاء على هذا الفيروس.
و أضافت ابراهيم، بمجرد تواصل الشباب معى لتنفيذ المبادرة قدمت لهم كل الدعم والمساندة، ونتمنى أن تكون هذه المباردة نموذجًا يحتذى به فى كل القرى الأخرى، لأنه يجب أن يكون هناك تعاون بين الشباب والأجهزة التنفيذية المختلفة لتنفيذ الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، فالتعاون هو أساس النجاح.
اقرأ أيضًا..
ولادك يا مصر.. طلاب هندسة قنا يصممون 3 بوابات تعقيم لصالح المستشفيات