دروسوأمجادخلدتها أزمة فيروس كورونا ، رغم ما يسببه الفيروس من إصابات ووفيات، إلا إننا نجد روح التكاتف والترابط والتلاحم بين الجميع والمعدن الأصيل والشهامة والأصالة هى الأبرز لمواجهة هذا الفيروس .
ترصد " صدى البلد "فى السطور التالية نموذج مثالى للتراحم وترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصرى العظيم.
وبطل هذه القصة هى الأسرة الأسوانية التى أصيبت بالفيروس وتماثلت بفضل الله للشفاء وهى أسرة " محمد عبد الفتاح " والذى لن يتأخر هو وزوجته عندما طلب منه التبرع ببلازما الدم لتجربتها على مصابى فيروس كورونا وخاصة الحالات الحرجة حتى يتعافوا من هذا المرض.
ولا تزال هذه الأسرة تسطر آسمى معانى الوفاء من خلال التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض قبطى من قساوسة الكنيسة بمحافظة قنا، والذى يتلقى العلاج داخل غرفة العناية المركزة بالحجر الصحى لمصابى فيروس كورونا بأسوان عن طريق تجربة علاج البلازما الجديد.
فهذا البطل محمد عبد الفتاح 44 عامًا موظف ، ومتزوج من أسماء.ع 35 سنة، ولديه 3 أطفال هم كريم" 9 سنوات، و"فريدة" 6 سنوات، و"سليم" 3 سنوات وكان عائدًا من إحدى الدول الأجنبية وبعد عودته أصيب بمرض "كورونا" المستجد، ثم إنتقلت العدوى إلى زوجته وأولاده، وبعد فترة قضاها فى الحجر الصحى بمستشفى أسوان التخصصى خرج برفقة زوجته وأولاده وعادا مرة أخرى لممارسة حياتهم الطبيعية فى 8 أبريل الماضى.
وأوضح محمد بأنه فيما يتعلق بموضوع التبرع بالدم فإنه بدأ من خلال تلقيه مكالمة تليفونية من إحدى الممرضات بمستشفى العزل بأسوان والتى عرضت عليه فكرة التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض بالعناية المركزة عن طريق إستخدام طريقة العلاج المستحدثة وهى "بلازما الدم".
واقرأ أيضًا:
وعلى الفور وافق بدون تردد حيث توجه مباشرة إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب العينات والتبرع بداخلها ثم نقل الدم بعد التأكد من صلاحيته إلى مستشفى الحجر الصحى حيث أن فصيلة دمه B+ وتم سحب دم منه بقدر كيس دم كامل تقريبًا 650 سنتيمتر.
وبعد مرور ساعة قام الطبيب المختص بالإتصال عليه ليخبره أن نتائج العينات جميعها سليمة تمامًا وخالية من فيروس كورونا ومن باقى الأمراض وسيتم إستخدامها فى علاج مريض قبطى يدعى "القمص بيشوى ويا" من محافظة قنا، والذى دخل الحجر الصحى بتاريخ 26 أبريل الماضى بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية.
وقال بأن نتائج تبرعه نجحت الحمد لله فى إنقاذ القمص القبطى، خاصة أنه عاش وأسرته فترة صعبة داخل الحجر الصحى وخرج من هذه المحنة بسلام هو وأسرته، بعد أن شاهد معاملة الأطباء والتمريض والعاملين فى العزل لهم، وبالتالى لم يكن يتأخر عن أى طلب يطلبه منه هؤلاء الأطباء.
ونفس الموقف النبيل كان لزوجته صاحبة الـ 35 عامًا والتى لم تتأخر أيضًا عن التبرع بالدم حيث أنها تلقت إتصالًا من إدارة المستشفى للتبرع بالدم حيث أن فصيلة دمها A+، وهو ما قابلته بترحيب شديد.
ووجه أفراد هذه الأسرة الأسوانية النصيحة لكل المتعافين من "كورونا"، أن يبادروا فى التبرع لعلاج "البلازما" ولا يبخلوا على المرضى بإنقاذ أرواحهم، لأنه قد يكون سببًا لحياة شخص آخر، وخاصة أن التبرع بالدم له فوائد عديدة ويساعد الجسم على تجديد خلايا الدم، ولم يكن منه أى أضرار على جسم المتبرع.
والجدير بالذكر أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، قد أعلنت بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافيين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، وأفادت وزارة الصحة، أنها استخلصت بلازما لعدد من المرضى متعافيين، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بأمان البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام بالبلازما.