قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن فرعون عندما رأى معجزة سيدنا موسى أمام عينيه حدث نفسه بأن يأتي بالسحرة ليتفوقوا عليه، لأنه ظن أن موسى- عليه السلام- ساحر، وأنه توقف علمه بالسحر عندما انشغل بالسياسة.
وأضاف «جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم الأحد، أنهيقال بأن سحرة فرعون كان يبلغون ٣٠ ألف أو يزيدون ويقال أنهم ٧٠٠ ألف بالطلبة والأساتذة، وأتوا من الفارما ببورسعيد لأنها عاصمة السحر، كما أن عاصمة القرآن في مصر طنطا، وحدثت المناظرة الثانية في الإسكندرية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن فرعون قام بتجميع ٣٠ ألف ساحر لمواجهة سيدنا موسي- عليه السلام-، وقال لهم: «قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى»، ( سورة طه: الآية 59)، مؤكدًا أنالآيات التي أتي بها موسي لم تكن بسيطة على فرعون، فكان هذا رده فعله.
اقرأ أيضاً/علي جمعة:فرعون انتشرت عنه هذه الشائعة وأيدها أمر واحد
وأشار المفتي السابق في بداية الحلقة إلى أن كليم الله موسى كان قائدًا بكل معاني الكلمة، تحمل مسؤولية بني إسرائيل من الوهلة الأولى بعد تكليف الله له بالرسالة والنبوة وتأييده بالمعجزات والبراهين والأدلة، وتحمل غطرسة فرعون وجبروته ووقف صلبًا قويًا مدافعا عن قومه وشعبه، وتحمل مسؤولية سحرة بني إسرائيل عندما آمنوا به وتحملهم فرعون، وتحمل مسؤولية قومه في التيه لسنوات عديدة بلغت الأربعين.
ونبه أن سيدنا موسى –عليه السلام- توجه لفرعون لدعوته إلى الله وتنجية بني إسرائيل، ومن هنا دخل في المرحلة الثانية وهي إقامة البرهان والدليل على صدقه، فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين، ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين، لافتًا: أن فرعون كان يعلم أن ما حدث حقيقة ومعجزة، ولكن اتهم موسى بالسحر، مما أثار دهشته وتعجبه؛ لأنه ليس بساحر ولم يتعلم السحر.
وأفاد «جمعة» أن ثعبان سيدناموسىلم يكن ثعبانا عاديا، وإنما ثعبان مبين مخيف، موضحًا: "فم الثعبان وهو مفتوح يصل للسقف، وكان فم الثعبان يتسع لدخول فرعون بأكمله".
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن فرعون قرر إحضار سحرة لمواجهة سحر موسى، فكان بر مصر في هذا الوقت يربي السحرة تربية الطباق، أي: تربية مدارس داخلية، فيتعلمون السحر والهندسة والطب والفلسفة وباقي العلوم الأخرى، وكانوا من الطبقة العالية ذات الكفاءات وعندما يترقوا يصبحون كهنة.