ليس أطباء العزل فقط هم من يعانون من كورونا ويحاربونها فكل طبيب في منصبه وتخصصه يواجه كورونا يوميا ويحاربها، أغلب المستشفيات تستقبل حالات اشتباه كورونا ويتعاملون مع الحالة باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة إلى أن يثبت صحة الاشتباه، وطوال فترة التعامل من قبل الطاقم الطبي مع الحالة يتم التعامل معها على أنها إصابة تحسبا لأى كوارث محتملة متمثلة في الاختلاط ونقل العدوى.
الجيش الأبيض أو الجيش الثانى "جيش الأبطال" مسميات أطلقت على الأطباء والتمريض والطاقم الطبي بشكل عام، إيمانا من الشعب المصري والدولة بدورهم الوطنى والإنسانى الذى يقومون به.
هؤلاء الأطباء يعيشون في زمن كورونا حياة جديدة تماما عليهم مابين تحمل المسؤولية في محاربة كورونا ومابين التعايش في زمن كورونا وحرمانهم من رؤية أسرهم والذهاب لمنازلهم لفترات طويلة منها ما تعده الشهرين حتى الآن ومؤخرا تعايشهم في المستشفيات على مدار شهر رمضان منهم من فضل البقاء في المستشفي حتى ولو لم يكن بها حالات مصابة بكورونا وفضل البقاء ليكون على أهبة الاستعداد لأى جديد أو استقبال أى حالات طارئة وفضل البقاء لاتخاذه الإجراءات الاحترازية وخوفهم الشديد على أسرهم من احتمالية نقل العدوى في حالة الذهاب إلى منزلهم فالاصابة بالفيروس اللعين ليست ببعيدة عنهم.
الطبيب محمد عاطف أبو الدهب، مدير مستشفي راس البر المركز بمحافظة دمياط ، ترك أسرته وقام باستئجار شقة سكنية بجوار المستشفي ومنذ ما يقرب من شهرين لم يذهب إلى منزله وفضل الاطمئنان على أسرته عبر الفيديو كول أو الذهاب إليهم ورؤيتهم من بعيد دون ملامستهم أو احتضان طفليه سلوى وسليم والذى اكتفي بأن يطلوا عليه من بلكونة المنزل لرؤية والدهم وهو بالشارع.
اقرأ أيضا:
نشرت صورا للقائه بأسرته عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك ولاقت تعاطفا كبيرا من قبل الدمايطة ووقتها شعروا بأن كورونا ليس بالأمر الهين ويجب عدم الاستهتار والاستهانة به فكان سببا في إصابة ووفاة مواطنين وسبب في ترك آباء أبنائهم للعمل على محاربة هذا الفيروس.
شعرت بأننى في مهمة وطنية وإنسانية لحين الخروج من هذه الأزمة على خير فحولت مستشفي رأس البر المركزى إلى مستشفي طوارئ جاهزة لاستقبال أى حالة في أى وقت وتم تجهيز مطبخ وقاعة للم شمل الطاقم الطبي بالمستشفي مع الالتزام باجراءات التباعد وكافة الإجراءات الاحترازية في محاولة لإطفاء روح الجو الرمضانى، هكذا قال الدكتور محمد ابو الدهب " لصدى البلد " وتابع أنا لم أفارق المستشفي منذ 20 مارس الماضي وقمت باستئجار شقة سكنية بالقرب من المستشفي مفضلا البقاء طوال الوقت في المستشفي مستعدا لأي طارئ وأيضا تحسبا لعدم نقل العدوى إلى أسرتى التى أخشى عليهم كثيرا.
وأضاف، نحن خط الدفاع الأول ومعظمنا كانوا جنودًا مجهولين قبل زمن الكورونا، فقبل كورونا كنا نبات بالمستشفي بالأيام في حالة أى طوارئ ولكن في زمن كورونا أصبحت المستشفي سكننا فهذا واجبنا أيضا عملا نتقرب به إلى المولى تعالى في الشهر الكريم.
وعن أكثر المواقف الإنسانية التى تعرض لها قالـ، استقبلنا بالمستشفي الشهر الماضي حالة طوارئ ولادة ويشتبه بإصابتها بفيروس كورونا وبالفحص تبين ظهور أعراض إصابة بفيروس كورونا وعلى أثره تم التعامل مع الحالة ووضعت نجلها بسلام مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة وتم إخطار مديرية الصحة على الفور بعد التعامل مع الحالة وتعامل الطاقم الطبي مع الحالة وكانهم أسرتها لطمأنتها بعد عزلها عقب الولادة ولحين اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وعن علاقته بأسرته، يقول إنه فضل البقاء في المستشفي خوفا على أسرته من نقل العدوى وتحسبا لأى شيء خاصة وأن وجوده بالمستشفي واجب وطنى وإنساني لدعم الطاقم الطبي وجودى باستمرار كان حافزا لهم أكثر وأشاهد أبنائى عن طريق الفيديو كول وأحيانا أذهب لرؤيتهم من الشارع وهم بالبلكونة أو توصيل أى طلبات يحتاجونها من بعيد دون ملامستهم أو احتضانهم واكتفي بهذا بالاطمئنان عليهم وأبنائي سلوى وسليم دايما مايشجعونى برغم صغر سنهم لأنهم متابعين للأزمة ويشاهدون التلفاز والإنترنت جعل هناك وعى لأطفال فدائما ينادونى "بابا البطل" ولزوجتى دورا كبيرا في تفهم المسؤولية وداعمة لي كثير وشجعتنى كثيرا على اتخاذ قرار البقاء بالمستشفي لأنها تعلم أنه واجب وطنى وإنسانى وكذلك والدى هو من ربانى على تحمل المسؤولية.
وعن يومه هو والطاقم الطبي خلال شهر رمضان بالمستشفي، قال جهزت مطبخ خاص بالمستشفي ونقوم بأنفسنا بتجهيز فطورنا وسحورنا كما قمت بتجهيز غرفة وأطلقت عليها لم الشمل وهى مخصصة للترفيه وقت الراحة حيث نجلس بها لقراءة القرآن أحيانا وأحيانا نتابع الأخبار ومجريات الأمور وأحيانا نجلس وقت الراحة وتغير الورديات للحديث والسمر فأصبحت المستشفي منذ كورونا "البيت الكبير"للطاقم الطبي.
وقمنا بتعليق الزينة الرمضانية في تلك الغرفة لإطفاء الروح الرمضانية ودعم نفسي للطاقم الطبي.
ووجه رسالة شكر إلى الجيش الأبيض في مصر لتحملهم الصعاب والتصدى لكورونا ووجه الشكر لأسر الأطباء والتمريض والفنين لتحملهم غياب أبنائهم وأيضا توجه بالشكر إلى قيادات مديرية الصحة بدمياط لدورها الكبير في مواجهة كورونا بدمياط وطالب المواطنين بالالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية وعدم الاستهتار أو الاستهانة بفيروس كورونا.