الفتة واحدة من أشهر الأكلات الشرقية الشهيرة والتي تكاد لا تخلو المائدة المصرية منها خاصة في عيد الأضحى، فتعد من الوجبات الأساسية في هذه المناسبة التي يتم تقديمها مع لحوم الأضحية.
كما تعد الفتة من الأكلات التى لا تفرق بين الطبقات سواء غنى أو فقير، فهي وجبة شعبية شهيرة، وتعبر عن ثقافة كل بلد، فهى تعد بطرق مختلفة إلا أن «فتة الخل والثوم» من الأطباق المصرية الأصيلة، التى ارتبطت بوجدان المصريين منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا.
ويقال إن الفتة فرعونية الأصل ، وتعد بطريقة مختلفة فى كل بلد لتعبر عن ثقافتها، حيث إن قدماء المصريين أول من قاموا بعمل هذا الطبق الذين أطلقوا عليه اسم «فتة» لأنه كان يصنع من فتات الخبز المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، وكانت تعد من الوجبات رفيعة المستوى لاحتوائها على عناصر غذائية عالية، تقدم للملوك الفراعنة.
وتحكي نقوش معبد سوبيك وصفة أول فتة عرفها التاريخ، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفا، وحشته بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل، وقطعته، ووزعته في عيد الإله.
اقرأ أيضًا
ومن ثم أطلقت عليها حكاية اخرى في العصر الفاطمي فكان هذا العصر مزدهر بالأكلات الشعبية، وهبات الحكام لعامة الشعب في الأعياد والمناسبات، فاستعادوا «الفتة» وأضافوا لها صلصلة الطماطم؛ فكان الفاطميون يكثرون من الذبائح فى أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالًا بتلك المناسبة.
ثم تطورت طريقة إعداد الفتة لتضاف لها الدقة من الثوم والبصل، والبهارات والسمن فى العصور الحديثة، وتعد بـ"تسقية" مكوناتها بشوربة اللحمة أو الكوارع.
والبعض الآخر يقول إن أصل الفتة شامي وكانوا يقومون بإعدادهابالحمص بدلا من الللحم ، وأن المصريون أخذوا طريقة إعداد الفتةمن الشام، وحرفوا بها ببعض اللمسات المصرية، ووضعوا اللحمة كعنصر اساسى بها بدلا من الحمص، ويستخدمون أحيانا الحمص بدلا من اللحم في طهيها، والفتة السورية تقدم حتى الآن باسم «التسقية».