على جمعة ..
يكشف عن مكان تحدي سيدنا موسى لـ فرعون
يصرح: فرعون انتشرت عنه هذه الشائعة وأيدها أمر واحد
ويوضح حقيقة قدس الأقداس وإيمان فرعون بالله
يجيب: لماذا ذهب موسى للتكلم مع فرعون ولم يحاول إقناع المصريين؟
ويبين: كيف كان حوار النبي موسى مع فرعون؟
حل الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، اليوم السبت، ضيفًا على برنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على قناة مصر الأولى، وعدد من الفضائيات المصرية الخاصة، وأدلى خلالها بعدد من التصريحات عن قصة سيدنا موسى مع فرعون، والتي نبرزها في التقرير التالي.
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن تحدى موسى - عليه السلام- لفرعون في الحادثة الشهيرة كان في منطقة واسعة مما نسميه الآن الوجه البحري وجزءا من بدايات الصعيد، لأن الصف وميت رهينة وهي منف القديمة فيها قصر فرعون الذي قال إن مصر جميعًا له والأنهار من تحته، وهذا يعني أنه كان يتنقل في أكثر من مكان.
وأضاف « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، أن قصر فرعون كان في منف وهو المكان الذي دخل فيه موسى ًاولًا مع زوجته بالليل وذهب إلى أمه الحقيقية، ودخل فيه ثانيًا مع هارون، لافتًا: كان من التقديرات لعدد بين إسرائيل في هذه الفترة ١٠٠ ألف أو يزيدون.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن فرعون لما زاره موسى - عليه السلام- في اللقاء الأول كان لديه حب عظيم مع قلق من موسى- عليه السلام- ، فرعون كان يكره موسي ويتخوف منه وينزله منزله العدو ولكنه كان يحن إليه بقلبه أيضًا.
وأفاد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أنه من الطبيعي أن يتم الخوف من فرعون، فهو أظهر لبني إسرائيل العداء، فكان يذبح أبناءهم، ويستحي نساءهم، وكان معروفا عنه الطغيان، فيخشي من مثله.
وأبان« جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن هناك شائعة انتشرت بين بني إسرائيل عن فرعون أنه لا يموت واستمع بها موسى واخوه هارون - عليه السلام- منذ صغرهم، وساعد عليها أن الله أمد في عمره، لدرجة أنه يقال إن هامان وحده خدمه ١٠٠ سنة.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء أن موسى عندما عاد رجع كانت هيئته تغيرت، فيوجد قرائن تدل أنه موسى ولكن ليسوا متأكدين، وهو في ذلك الوقت صادر عليه حكم بالإعدام لقلته المصرى، وعلى الرغم من ذلك كان لا يخشي الإقتراب من قصر فرعون لإختراق هذا الحصار.
وذكر المفتي السابق أن تحدى موسى - عليه السلام- لفرعون في الحادثة الشهيرة لابد وأنه كان في منطقة واسعة مما نسميه الآن الوجه البحري وجزءا من بدايات الصعيد، لأن الصف وميت رهينة وهي منف القديمة وفيها كان قصر فرعون الذي قال بأن مصر جميعًا له والأنهار من تحته، وهذا يعني أنه كان يتنقل في أكثر من مكان.
ونبه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن قدس الاقداس كان لا يدخله إلا فرعون والكائن الأعظم، وهو يعني السر الكبير الذي يُمنع معرفته عن عموم الناس، لافتًا إلى أن علماء المصريات بحثوا في هذا الأمر، وجاء رأي بأنه التوحيد.
وتابع « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، أنه بناء على هذا يكون فرعون عالم بوجود إله ومؤمن به، وعارف أنه الرزاق المحيي المميت، وهذا يتعلمه في قدس الأقداس الذي يدخله مرة على الأقل في السنة.
وواصل عضو هيئة كبار العلماء أن فرعون فعل ذلك لكي لا يلجأ الشعب إلا إليه ويتمكن من السيطرة عليه، مؤكدًا: المصريون كانوا لا يعبدون الحاكم، ولكن كانوا لا يعرفون حقيقة الأمر، فكان يتم الإخبار عنه بأنه سر غامض، وهذا كان لا يشغل العوام وقتها، فقرروا التصديق بما يقوله الكهنة.
وأردف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن فرعون كان مؤمن بيوم القيامة، ولذلك كان محور الحياة الفرعونية كلها فكرة الموت وما بعده، فبُنيت الأهرامات وحُنطتت الجسس وزُينت المقابر وتُركت المتعلقات بها لهذا الغرض.
وأكمل « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، أن فكرة ما بعد الموت كان تتحكم في سلوكياته خاصة، فأن كان يعبد القطة مثلا كأله في الأرض فهو يعلم أنه يوجد إله آخر بعد الموت.
وبين عضو هيئة كبار العلماء أن مما يدل على إيمان فرعون بيوم القيامة قوله وهو يغرق: «ءامنت بالذي ءامنت به بني اسرائيل»، كما يؤيد هذا أيضًا قوله - تعالى- لموسى وهارون-عليها السلام-: « فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ»، ( سرة طه: الآية 44).
ونوه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن الغرض الأساسى من رجوع موسى - عليه السلام- وتوجه وأخيه هارون لفرعون هو إخراج بني إسرائيل وعودتهم إلى ديارهم، وليس دعوة المصريين؛ لذا ذهب إلى فرعون لياخذ التصريح بالعودة.
واسترسل « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، أن بني إسرائيل في عصر فرعون وبعدما حدث مع سيدنا موسى - عليه السلام- من قصة قتل المصرى استشعروا الذلة والمهانة من ناحية والخطورة من ناحية أخرى؛ فقرروا الرحيل لكن فرعون لم يكن راضيًا عن هذا الرحيل، فاردا أن يظل في مصر ويخدموها بما تعلموا فيها.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء أن فكرة الدعوة إلي العالمية لم تكن إلا مع سيدنا محمد - صلى اللله عليه وسلم- مستشهدًا بقوله - تعالى-: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، ( سورة الأنبياء: الآية 107)، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة».
وأكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن الكاهن الأعظم في عصر فرعون كان يعرف بحقيقة وجود إله، ورغم ذلك كان يضل العامة لكونه ظالما لنفسه ولغيره، مستشهدًا بقوله - تعالى- : « وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ »، ( سورة الشعراء: الآيات 10، 11).
وألمح « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، أن سيدنا موسى -عليه السلام- قال لربه كما جاء في آيات الذكر الحكيم من قوله - تعالى-: « قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ »، ( سورة الشعراء: الآيات 12: 17).
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنه بعدما جاء أمر الله - تعالى- ذهب موسى وهارون لمقابلة فرعون، فكارن رده عليهم كما جاء في قوله - تعالى- من سورة الشعراء: « قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ »، (الآية 18: 21).
وأوضح المفتي السابق أن حوار موسى وفرعون في سورة الشعراء هو أطول جدال في القرآن الكريم، وهنا تاتي العجوبة، حيث قال -تعالى- لموسي-: « وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي »، ( سورة طه: الآية 39)، ففرعون يريد قلته ولكن تحركه العاطفة بالحب تجاه.
ولفت أن سيدنا موسى لم يقل لفرعون أنت كافر ولا أخيه هارون كذلك، فلم يفعل إلا محاولة لإقناعه بالقول اللين، ولم يصفته بما هو فيه من الجهل والكفر والعناد، وهذا مثال للبشرية على إن موسى كان بقمة الحلم مع مواجهة فساد فرعون وطغيانه، مشيرًا أن الحوار في سورة الشعراء أظهر فرعون بأنه متجبر وطاغية وفي النهاية طلب من موسى أن لا يتخذ إله غيره وإلا جعله من المسجونين، قال - تعالى- على لسانه : « قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ»، ( سورة الشعراء: الآية 29).
وأشار الدكتور على جمعة أن موسى عندما عاد رجع كانت هيئته تغيرت، فيوجد قرائن تدل أنه موسى ولكن ليسوا متأكدين، وهو في ذلك الوقت صادر عليه حكم بالإعدام لقلته المصرى، وعلى الرغم من ذلك كان لا يخشي الإقتراب من قصر فرعون لإختراق هذا الحصار، لافتًا أن تحدى موسى - عليه السلام- لفرعون في الحادثة الشهيرة كان في منطقة واسعة مما نسميه الآن الوجه البحري وجزءا من بدايات الصعيد، لأن الصف وميت رهينة وهي منف القديمة وفيها كان قصر فرعون الذي قال بأن مصر جميعًا له والأنهار من تحته، وهذا يعني أنه كان يتنقل في أكثر من مكان.
وذكر عضو هيئة كبار العلماء، في بداية الحلقة أن جدية موسى - عليه السلام- جعلته يتصف بصفات كثيرة منها صفة التحدى، فتحدى فرعون في قوته وسطوته وملكه وجبروته، كما تحدى السحرة عندما جمعهم فرعون واستعان بعلمائهم وخبرائهم فاستعان موسى بالله، وتحدى قارون عندما كان في سطوته ونفوذه وماله ورجاله ودعا الله عليه فاستجاب له وخسف بقارون وبداره الأرض.