العفة من القيم التي تحتاج إلى ممارسة وتدريب لأنها غير مطبوعة في خلقة الإنسان وشعوره
حاجة المسلمين
اليوم للتخلق بفضيلة العفة تنبع من كونها أمرا شرعيا
وعد الله المتعففين
عن الرذيلة بتيسير الأسباب ووعده لا يتخلف
وأوضح فضيلته خلال
رسالته السادسة عشرة، اليوم ببرنامجه الرمضاني"الإمام الطيب"، أن العفة المحمودة
لها شروط من أهمها أن يصبح التعفف خلقًا يصدر بصورة تلقائية سهلة لا تكلف فيها، وألا
ينتظر المتعفف جزاءً ولا مصلحة ولا نفعًا ماديًا، وألا يكون تعففه عن شئ وسيلة للحصول
على شئ أكبر منها، وألا يكون التعفف بسبب العجز وعدم القدرة، أو يكون التعفف عن شئ
تجنبًا لضرر يترتب على ذلك الشئ، أو لأن المتعفف ممنوع من طلب ما يتعفف عنه، فكل ذلك
ليس من العفة في شئ، لأن عناصر الإرادة والعزة والاعتلاء مفقودة في هذه الأمثلة وأضرابها.
وأوضح فضيلة الإمام
الأكبر أن العفة فضيلة تلازمها فضائل عدة، في مقدمتها الاستغناء والاستعلاء المحمود،
كتعفف الفقير واستغنائه عما في يد الناس، فهذه المعاني السامية أمر القرآن الكريم بالتحلي
بها، قال تعالى: "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا
من خير فإن الله به عليم".
وأضاف شيخ الأزهر
أن الله أمر أولياء اليتامى من الأغنياء بالعفة في التعامل مع أموالهم وذلك في قوله
تعالى:" ومن كان غنيًا فليستعفف.."، كذلك أمر الله الشباب ممن لا يستطيعون
الزواج بالعفة وذلك في قوله تعالى:" وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم
الله من فضله"، مبينًا أن الله وعد هؤلاء الصابرين بتيسير الأسباب ووعده لا يتخلف،
مضيفًا أن ذلك الوعد تحقق كثيرًا رغم غلاء المهور وسفه النفقات ووضع الأموال في غير
موضعها الصحيح وكلها عقبات تضرب عفة الشباب في مقتل.
واختتم فضيلته الحلقة بأن حاجة المسلمين اليوم للتخلق
بفضيلة العفة تنبع من كونها أمرا شرعيا وتوجيه ليس منه بد، لإصلاح ما فسد من سلوكنا
وتصرفاتنا بسبب الجشع وضعف النفوس والجري وراء المال الحرام وتفشي السرقة وهتك الأعراض
وفساد الذمم، وغياب الوعي بقيم التراث والجهل بالثقافة الإسلامية الصحيحة.