خلال مكالمة مسربة له مع أعضاء إدارته بالفيديوكونفرانس، انتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قرار وزير العدل بيل بار لإسقاط التهم الموجهة ضد مايكل فلين مستشار البيت الأبيض السابق للأمن القومي، فيما اعتبر انتصارا سياسيا للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
تسريب صوتي لأوباما
وخلال المكالمة المسربة، اعتبر أوباما القرار بإسقاط التهم عن فلين بأنه يضع حكم القانون في خطر، وذلك بعد يوم من الكشف عن علم الرئيس السابق بأن فلين أجرى اتصالات هاتفية مع السفير الروسي في واشنطن، فيما عرف بفضيحة "روسيا جيت"، والتي تتعلق باتهامات تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية في 2016 لصالح ترامب.
ويواجه أوباما التحقيق بعد أن الكشف عن وثائق سرية تؤكد معرفته بتفاصيل تحقيق مكافحة التجسس لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ضد فلين وناقشه مع كبار مسئولي الإدارة قبل 15 يوما فقط من تولي ترامب منصبه.
وقال الرئيس السابق: "وحقيقة أنه لا توجد سابقة لشخص واجه اتهاما بالحنث باليمين، وهو يخرج من السجن بدون محاكمة".
إسقاط التهم ضد فلين
جاء التسريب الصوتي لأوباما بعد يوم من نشر الوثائق التي كشفت عن أن أوباما طلب من سالي ييتس نائبة وزير العدل حينذاك فتح إف بي آي تحقيق مع فلين حول اتصالاته مع الروس.
هذه الوثائق، التي استخدمتها الحكومة الأمريكية لإسقاط التهم ضد فلين، والذي كان مرشحا لتولي منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، كشفت أن معرفة ترامب بمكالمة فلين مع الروس فاجأت نائبة وزير العدل.
ووفقا لشبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، ففي 5 يناير 2017، قبل 15 يوما من دخول ترامب إلى البيت الأبيض، حضرت ييتس اجتماعا مع أوباما إلى جانب عدد من مسئولي الأمن القومي، إلى جانب آخرين مثل جو بايدن نائب أوباما، ومديري المخابرات الأمريكية، وجميس كلابر مستشار الأمن القومي وقتها.
التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية
وعقد الاجتماع لمناقشة التدخل الروسي في الانتخابات، وشارك فيه أيضا سوزان رايس ، مستشارة الأمن القومي وقتها، بعد الاجتماع، طلب الرئيس من ياتس وجميس كومي مدير الإف بي آي "البقاء في الخلف" في المكتب البيضاوي ، قائلين إنه "علم بالمعلومات حول فلين" والمحادثات الهاتفية حول العقوبات مع السفير الروسي.
وناقش كبار مسؤولي FBI سرا إذا ما كان هدفهم هو إقالة مستشار ترامب، خلال استجوابه في البيت الأبيض في 24 يناير 2017.
والمفارقة، أن أوباما أقال فلين عام 2014 كمدير لوكالة المخابرات الدفاعية، وحذر من اختياره كمستشار للأمن القومي قبيل تسلم ترامب السلطة رسميا.
وفي تراجع غير مسبوق، ذكرت وزارة العدل الأمريكية في وثائق قضائية أن اعتراف فلين بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) خلال سؤاله عن اتصالاته بروسيا أمر جدلي نظرا إلى أن الأكاذيب التي أدلى بها لم تكن مهمة.
ويشتبه بأن فلين سعى، بحسب عدة اتصالات هاتفية تنصت عليها عملاء "إف بي آي"، للتوصل إلى اتفاقيات سياسية مع موسكو من أجل الإدارة المقبلة، وهي اتفاقات قوّضت مواقف حكومة الرئيس آنذاك باراك أوباما، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي ديسمبر 2017، اعترف فلين بأنه كذب على المحققين، وذلك في إطار اتفاق تجنّب من خلاله تهما أخرى بينها الضغط بشكل غير قانوني لصالح تركيا.