الأبناء والأحفاد أغلى ما يمتلك الإنسان على هذه الأرض، ومن أجل نعمه – سبحانه- على عباده، قال - تعالى- فى كتابه الحكيم: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا»، (سورة الكهف: الآية 46)، كما أن الوالدين والأجداد يسعدان دائما إذا كان أبنائهم وأحفادهم فى أفضل حالٍ ومحفوظين من كل شرو سوء، ولا يوجد أدعية مخصصة من السنة النبوية فيما يعرف بدعاء للابناء والاحفاد، إلا أنه يمكن الدعاء بأي نص يريده الشخص بالخير والصلاح والهداية والتوفيق لهم.
دعاء للأبناء والأحفاد
«اللهم احفظ لي أولادي وأحفادي ووفقهم لطاعتك، وبارك لي فيهم، اللهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينهُ في قلوبهم، وكرّه إليهم الكُفر والفسوق والعصيان».
«اللهم افتح على أولادى وأحفادي فتوح العارفين، وعلّمهم ما جهلوا، وذكرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والارض إنّك سميعٌ مُجيبٌ، اللهم يا معلّم موسى -عليه السلام- علّمهم، ويا مفهّم سليمان -عليه السلام- فهّمهم، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتيهم الحكمة وفصل الخطاب».
«اللهم علّم أبنائي وأحفادي ما جهلوا، وذكّرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والأرض إنّك سميع الدعاء، اللهم إنّي أسالك لهم قوة الحفظ، وسُرعة الفهم، وصفاء الذهن، اللهم اجعلهم هُداةً مهتدين».
«اللهم اجعلهم أوفر عبادك حظًا في الدنيا والآخرة، واجعلهم من أوليائك وخاصّتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم وإيمانهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعلهم حفظةً لكتابك، ودعاةً ومجاهدين في سبيلك، ومبلّغين عن رسولك محمدٍ - صلّى الله عليه وسلّم-».
«اللهم اغفر ذنوبهم، وطهّر قلوبهم، وحصّن فروجهم، وحسّن أخلاقهم، واملأ قلوبهم نورًا وحكمةً، وأهلّهم لقبول كلّ نعمةٍ، اللهم اجعلهم من الذاكرين والمذكورين، وعلّق قلوبهم بطاعتك، واجعلهم من أوجه من توجّه إليك وأحبك».
دعاء للابناء في رمضان
«اللهم افتح عليهم فتوح العارفين، وارزقهم الحكمة والعلم النافع، وزيّن أخلاقهم بالحلم، وأكرمهم بالتقوى، وجمّلهم بالعافية».
«اللهم ارزقهم المعلم الصالح، والصُحبة الطيبة، وارزقهم القناعة والرضا، ونزّه قلوبهم عن التعلّق بمن دُونك، واجعلهم ممّن تحبّهم ويحبّونك».
«اللهم ارزقهم حُبّك وحبّ كلّ عملٍ يقرّبهم إلى حُبّك، اللهم اجعلهم ممّن تواضع لك فرفعته، واستكان لهيبتك فأحببته، وتقرّب إليك فقرّبته، وسألك فأجبته».
«اللهم اكفهم بحلالك عن حرامك، وأغنهِم بفضلك عمّن سواك، اللهم جنّبهم رفقاء السوء والزنا والخمر، وسلّمهم من العلل والأوبئة والآفات، اللهم أمدد لي على أحسن حالٍ في أعمارهم، وافسح لي بعافيةٍ منك في آجالهم، وهب لي تربيةً طيبةً لصغيرهم، وقوي لي ضعيفهم، وأنبتهم نباتًا حسنًا يا ذا الجلال والإكرام اللهم سلّمهم من شرّ الأشرار آناء الليل وأطراف النهار، وأهدِهِم لما تحبّه منهم، واغفر لهم يا غفّار».
«اللهم عافهم في أبدانهم ظاهرًا وباطنًا، واحفظهم من كلّ سوءٍ ومكروهٍ، وعافهم في أنفسهم ودينهم ودنياهم وأخلاقهم، وارزقهم عيشًا قارًّا ورزقًا دارًّا، اللهم جنّبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم مُنّ عليّ ببقاء أولادي، وبإصلاحهم لي، وبإمتاعي بهم، وأمدد في أعمارهم مع الصحة والعافية في طاعتك ورضاك».
دعاء للابناء العاقين
«اللهم رب الأرباب ربِّ لي صغيرهم، وقوّي لي ضعيفهم، وعافيهم في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم وأنفسهم وجوارحهم، اللهم أشدد بهم عضدي، وأقم بهم أودي، وكثّر بهم عددي، وزيّن بهم محضري، وأحيي بهم ذكري، وأكفني بهم في غيبتي، وأعنّي بهم على قضاء حاجتي، واجعلهم لي مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين ولا خاطئين، وأعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرهّم، واجعلهم لي قرة عينٍ في الدنيا والآخرة، وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم يا أرحم الراحمين».
« اللهم اجعلهم لي محبين، وعليّ مقبلين مستقيمين مطيعين، غير عاصين ولا عاقّين ولا خاطئين. اللهم ارفع عنهم البلاء والنقم، وارزقهم حسن الختام والوفاة على حقيقة الإسلام وأنت راضٍ عنهم، يا أرحم الراحمين. اللهم آتِ نفوسهم تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، اللهم اجعلهم أبرارًا أتقياء بصراء سامعين، ولك مطيعين، ولأوليائك محبين، ولأعدائك مبغضين، اللّهم اشدد بهم عضدي، وأقم أودي، وكثّر عددي، وزيّن محضري، وأحيي ذكري، وأكفني بهم في غيبتي، وأعنّي على حاجتي ».
«اللهم جنب أولادي وذريتي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، واجعلهم شاكرين لنعمك، وأتمّها عليهم يا أرحم الراحمين، اللهم فجّر ينابيع الحكمة من قلوبهم، وأجرها على ألسنتهم. اللّهم امنُن عليهم بكلّ ما يصلحهم في الدنيا والآخرة، ما ذكرت منها وما نسيت، أو أظهرت أو أخفيت أو أعلنت أو أسررت، اللهم اجعلهم من الموسع عليهم في الرزق الحلال، المعوذين من الذلّ إلّا لك، والمُجارين من الظلم بعدلك، والمعافين من البلاء برحمتك».
«اللهم إنّي أسألك بأسمائك الحسنى يا حي يا قيوم، أن تبارك لي في أبنائي وذرّيتي، ولا تضرّهم وأن توفّقهم لطاعتك، وأن ترزقني برّهم، اللهم هب لأولاد المسلمين مثل ما سألتك لأولادي يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبهم، وشفاءً لصدورهم، ونورًا لأبصارهم، اللهم فرّح بهم نبيك المختار، وأهدهم لما تحبّه وترضاه، واجعلهم ممن تواضع لك، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النّبي الأمين وعلى آلهِ وصحبه أجمعين».
تكمن أهمية الدعاء في العديد من الأمور، ومنها:
عبادةٌ من العبادات التي يؤديها المسلم، حيث قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «الدُّعاءُ هو العبادةُ».
طاعةٌ لله – سبحانه- وامتثال وخضوع لأوامره، حيث قال عز وجل: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».
سبب لدفع غضب الله سبحانه عن عبده.
يحقّق السلامة والأمن من العجز، ويرفع الابتلاءات والمحن، ويحقّق للعبد معيّة الله – سبحانه-، حيث قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربه -عزّ وجلّ-: «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
اطلع على:دعاء الصائم قبل الإفطار لزيادة الرزق
الهدي النبوي في رعاية الأبناء:
رُوِي عن عبدالله بن عمر أنَّهُ: سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَحْسِبُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والرَّجُلُ في مَالِ أبِيهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).
ومن هنا تكمن رعاية الأبناء والاهتمام بهم، وتربيتهم تربية قويمة سليمة، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلّم- الأقرب للناس بمختلف أعمارهم، حيث كان لطيفًا وليّنًا مع الناس أجمع ومع الأطفال خصوصًا، ومن هديه بالتعامل معهم الآتي:
تشجعيهم على طلب العلم ومخالطة كبار السنّ في مجالسهم، ومن الأدلة على ذلك ما رُوِي عن الصحابي سمرة بن جندب رضي الله عنه أنّه قال: (لقَدْ كُنْتُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ غُلَامًا، فَكُنْتُ أَحْفَظُ عنْه، فَما يَمْنَعُنِي مِنَ القَوْلِ إلَّا أنَّ هَا هُنَا رِجَالًا هُمْ أَسَنُّ مِنِّي).
التأديب في الضوابط الشرعية أثناء تعليم الأبناء، حيث رُوِي عن معاذ بن جبل أنّه قال: (أَوصاني رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - بعَشرِ كلماتٍ قالَ : لا تُشرِكْ باللَّهِ شيئًا ، وإن قُتِّلتَ وحُرِّقتَ، ولا تَعصِ والديكَ ، وإن أمَراكَ أن تخرجَ من أَهْلِكَ ومالِكَ، ولا تترُكَنَّ صلاةً مَكْتوبةً متعمِّدًا ، فإنَّ من ترَكَ صلاةً مَكْتوبةَ متعمِّدًا ، فقد برئَت منهُ ذمَّةُ اللَّهِ ، ولا تَشربنَّ الخمرَ ، فإنَّهُ رأسُ كلِّ فاحِشةٍ ، وإيَّاكَ والمعصِيةَ ، فإنَّ بالمعصيةِ حَلَّ سَخَطُ اللَّهِ . وإيَّاكَ والفِرارَ منَ الزَّحفِ ، وإن هلَكَ النَّاسُ ، وإن أصابَ النَّاسَ موتٌ فاثبُت ، وأنفِق على أَهْلِكَ مِن طَولِكَ ، ولا ترفَع عَنهُم عَصاكَ أدبًا وأَخِفْهُم في اللَّهِ).
تهيئته لما سيكون عليه في المستقبل والتعليم، وممّا يدل على ذلك من السلف الصالح إرسال النبي -صلى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- ليكون أميرًا على اليمن وهو في التاسعة عشر من عمره، وتأميره لأسامة بن زيد وهو في السابعة عشر من عمره على جيش يغزو الروم في بلاد الشام بالرغم من وجود كبار الصحابة فيه.
تعويدهم على المبادرة لفعل الخيرات.