قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء،إن مناجاة الله- سبحانه وتعالى- تجوز مع ارتداء النعلين، فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- في ظروف معينة يصلى في نعاله وكذا الصحابة الكرام فقال لهم: « صلوا في نعالكم»، وقال أيضًا: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر في نعليه فإن رأى بهما قذرًا أوأذى فليمسحه بالأرض وليصل فيهما»، رواه أبو داود.
وأضاف « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم الجمعة،أن خلع سيدنا موسى - عليه السلام- للنعال وهو يكلم ربه على جبل سيناء ليس من الآداب ولكنه من العوارض، فلابد أن يكون هناك أمر استجد حتي يأمره الله بذالك، مستشهدًا بقوله - تعالى-: «إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى»، ( سورة طه: الآية 12).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن قوله - تعالى- في الآية الكريمة السابقة دل على أن في النعلين علة وهي النجاسة، فسيدنا موسى- عليه السلام- طاهر لا يعلق على ذلك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجَسُ»، فربما أن سيدنا موسى - عليه السلام- يرتدى نعلين من جلد ليس مدبوغ كجلد حمارًا مثلًا فامره الله بالطهارة بخلعه كما أمر المسلمين بعد ذلك.
وأشار المفتي السابق أن الله - سبحانه وتعالى- بدأ كلامه مع سيدنا موسى بقوله له: «إِنِّي أَنَا رَبُّكَ» لئلا يخاف من شدة النور الآلهي ويتأكد أنه لا يوجد شيء آخر يؤذيه من الكائنات غير المرئية، لافتًا في بداية الحلقةأن كليم الله موسى - عليه السلام- كان جادًا في صفاته وأفعاله وأقواله، حتي نستطيع أن نقول إن مفتاح شخصيته كانت الجدية، وتراها في كل موقف من المواقف التي قص فيها الله علينا قصته- عليه الصلاة والسلام-.
ولفت الدكتور على جمعة أنسيدنا موسي - عليه السلام- تربي في حضن أمه في قصر فرعون وكان اسمها يوكابد وعرف عنها أنها من بني إسرائيل، قائلا:فرعون نفسه تزوج من بني إسرائيل آسيا بنت مزاحم، فلم يكن هناك حرج من التعامل مع بني إسرائيل في الزواج منهم أو اعتماد المربيات.