قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن كثير من الناس يتسائلون عن حكم ختم القرآن في صلاة التراويح، ويرى الإمام مالك- إمام أهل الهجرة والمدينة -أن ذلك لم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في صلاة التراويح خاصة.
وأضاف «جمعة» خلال برنامجه: « رمضان يحمينا» بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان،أنه يمكن للإنسان أن يصلي التراويح ولو بسورة واحدة ويحسب له الأجر والثواب الكامل، لافتًا: ختم القرآن متعلق برمضان، والنبي - صلى الله عليه وسلم- كان يختم القرآن على جبريل - عليه السلام- مرة كل سنة حتي اتت السنة التي انقل فيها إلى الرفيق الأعلى اختتمه مرتين.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أنهمن هنا أخذ المسلمون ضرورة ختم القرآن في رمضان، قال - تعالى-: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ»، ( سورة البقرة: الآية 135)؛وعليه فإن صلاة التراويح يمكن أن تكون بسورة مكررة.
وتابع المفتى السابق أنه يمكن قراءة القرآن من المصحف وانت داخل الصلاة فرضًا كانت أم نفلًا، ومن لم يستطع قراءة القرآن خارج الصلاة يستمع إليه ويكرر هذا الاستماع .
ونبه الدكتور على جمعة أن القراءة أولى في رمضان عن الحفظ، فإن لك بكل حرف تقرأه عشر حسنات، ولذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف »، رواه الترمذي.
وواصل المفتي السابق أن العلماء قالوا ذلك إذا ما سمع أحد الحفاظ القرآن فتلاوه بلسانه له عشر حسنات، فلو أضاف النظر له عشرين حسنة، ولو أضاف السمع كان له ثلاثون حسنة، مؤكدًا:القرآن نختمه في رمضان ولكن ليس بضروري أن نختمه في صلاة التراويح.
اقرأ أيضاً//طريقة ختم القرآن في رمضان مرتين.. تعرف عليها
فضل ختم القرآن في رمضان
في سياق متصل، ورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء من سائل يقول " ما فضل ختم القرآن أكثر من مرة في رمضان".
وأجاب جمعة في فتوى له، أن شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]، وقال جل شأنه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾ [الدخان: 3]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1].
وأفاد: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" متفق عليه، وعن السيدة فاطمة عليها السلام: "أن أباها صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين" متفق عليه.
وأردف: هذا كله يدل على استحباب قراءة القرآن في رمضان وختمه مرة وأكثر، والإكثار من تلاوته ليلًا ونهارًا مع كون القراءة ليلًا أفضل وأكثر ثوابًا؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: 6]، وفي الحديث القدسي: «... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ»، رواه البخاري.