تتمتع قرى "بلاط الإسلامية" بالوادي الجديد، بموروث مجتمعى وطيد منذما شيده الأجداد ويتوارثه الأحفادحتى وقتنا؛لتظل محتفظة بعاداتها وتقاليدهافى مجال الحياة اليومية، فمن المعروف عن مجتمع الواحات بصفة عامة شدة تماسكه والتزامه بما شيده الأجداد وتركه الآباء كتراث مجتمعى أصيل تناقلته الأعوام على يد جيل بعد جيل بقى ما تبقى واندثر ما اندثر إلا أن قرية بلاط مازالت محتفظة بعهدالزمن الجميل.
يقول الحاج صابر صقر من أعيان بلاط، إنه ليس من السهل أن يحافظ الأحفاد على إرث الأجداد كما هودون أن يسقط البعض منه خارج دائرة الحسابات، فالأمر يتطلب أكثر من اقتناع بما يمارس من عادات وطقوس من صنع المجتمعات وافرازات الحياه البيئية بمجتمع مكون من طبقات سلوكية تخلو من التعقيدات وتتميز بقوة الترابط والتعاون فيما بينها منذ مئات السنين.
وأضاف "صقر"، أنالكثير من المواقف المجتمعية والمعتقدات الإيجابية والتى كانت تشكل فيما مضي نموذجالوحدة الصف والسلوك النابع من العقيدة الخالية من العنف والبعد الديني بكافة أشكالهوتعدداته تعكسها البيئة الحالية في بلاطالإسلامية التي تتمثل في المباني البسيطةوالتي مازال الأبناء محتفظين بمساكنهم القديمة حتي الآن.
وأوضح أنالمجتمع في بلاط يقاوم وبشدة محاولات طمس الهوية الحقيقية لمجتمعخاص تأسس من روابط أبنائه وتطور من مدخرات أحفاده نقلا عما ترك قدماؤه ومؤسسوه من تراثوموروث مجتمعى بقي إلى الآن بين جدران المناطق الأثرية الإسلامية داخل القرية والتي تتجسد فوق الأعتاب الخشبية وأعمدة المساجد وطاحونةالبرنس وغيرها من المساجد القديمة كمسجد عين علم وغيره.
وتابع أن معظمالقري بمحافظة الوادى الجديد أصبحت تخلو من ممارسة غالبية العاداتوالتقاليد إلا أنالبساطةالتي تظهر علي المباني والمنازل داخل بلاطالإسلاميةتدل علي أن العاداتالمتوارثة مازالت قائمة لوقتنا هذاوإن كانت تشكل وقتذاك مجموعة من الأعرافالمتفق عليها بدون أن تكون مكتوبة أو مدونة، ولكنها تحظى بمشروعية لكونها محل اتفاقبحكم توارثها أو اتساع نطاق ممارستها داخل القرية.
ومن ناحية أخرى،أوضح الدكتور سيف الدين منصور،من أهالي بلاط،أن العادات والتقاليد لها وظائف اجتماعية تنظيميةوأخلاقية، فهى لا تعبر عن منظومة ثابتة أو متجانسة، وتتعدد المواقف إزاء عادات وتقاليدبعينها، فأحيانا ما يتم النظر إليها على أنها تعبير عن ممارسات وسلوكيات إيجابية وبالتالىيجب المحافظة عليها، ويجب أن تحترم وعلي النقيضتجد أناس اخرون يقولون علينا مواكبة العصر والتخلص من العادات والتقاليدالمقيدة.
وأكد "سيفالدين"، أن بلاط الإسلامية مازالتوستظل محتفظة بالعادات والتقاليدالمتوارثةمن الأجداد وستظل علي العهدوكلما مررت بشوارع القرية أحسستبنفحات الزمن الجميل.
اقرأ أيضا