الديوان مائدة إفطار وسحور مستدامة فى رمضان ببادية سيناء.. يستقبل المسافرين ولا أعذار إلا للمرض

ويعد المقعد أو الديوان" دار ضيافة " علامة مميزة طوال شهر رمضان الكريم، تقدم فيه وجبات الإفطار والسحور بجانب المبيت، خاصة مع حظر التجوال المفروض على عدد من مناطق محافظة شمال سيناء، .كما تقام الصلوات، خاصة صلاة التراويح فى المقعد فى حالة عدم وجود مسجد قريب من المقعد.

كما يعد المقعد أو الديوان بديلا عن موائد الرحمن التى تقام لإفطار الصائمين، ففى مناطق غرب سيناء وعلى طريق السفر «بئر العبد/ القنطرة»، يقوم الشباب الذين ينتمون للقبائل والعائلات التى تتواجد فى هذه المناطق بالوقوف على طريق السفر قبيل أذان المغرب وتوقيف السيارات المارة، واصطحاب مستقليها إلى المقعد أو الديوان والذى يكون عادة قريبا من الطريق لتناول وجبة الإفطار،.

وفى أحيان كثيرة يكون اصطحاب المسافرين للمقعد لتناول الإفطار إجباريًا وليس اختيارًا كنوع من الكرم الذى تتمتع به هذه القرى. كما يتم تقديم التمور والعصائر والمياه وأحيانا الوجبات الجاهزة لمن لا يسعفهم الوقت لتناول وجبة الإفطار فى المقعد.

ويقول الباحث في التراث حسن سلامه، أنه فى الظروف الطبيعية يتم إنشاء المقعد بجوار مسجد القرية أو التجمع، وبسبب الظروف وانتقال المواطنين من رفح والشيخ زويد للإقامة فى تجمعات غرب مدينتى العريش وبئر العبد، يتم إنشاء المقعد بجوار المنزل ليكون بمثابة دار الضيافة ، الي جانب إقامة الصلوات به فى حالة بعد التجمع عن أقرب مسجد.

ولفت أن أزمة كورونا هذا العام ، ساهمت في غياب الكثير من الأفراد عن الديوان وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، الذين يتناولون افطار رمضان فى البيوت مع أسرهم بعيدا عن التجمعات حفاظا على صحتهم وسلامتهم.

ويعد الإفطار الجماعي في الدواوينوالمقاعد فى شمال سيناء قبل الأزمة، من أهم عادات البادية طوال شهر رمضان، إذ يجتمع الرجال حول الموائد للإفطار، ولا يسمح بالتخلف أو العذر، إلا فى حالات المرض الشديد أو السفر، خاصة أول أيام الشهر الكريم.

اقرأ أيضا ..

الحطب أداة الطهي قديما في رمضان بقرى سيناء.. الحال تبدل باستعمال البوتاجاز لإعداد الوجبات أو شرائها جاهزة.. تفاصيل