الدكتورة إلهام شاهين:
رمضان جاء ليهذب الناس من الرغبات والشهوات لا ليتمادى فيها المؤمن
الصوم الحقيقي بترك المعصية وليس مجرد الامتناع فقط عن الطعام والشراب
الشيطان تزداد وسوسته لصنفين من البشر ويجب مخالفته فيما يوسوس لنا به
الذكر والاستعانة بالله أسلحة المؤمن لمحاربة وسوسة الشيطان
حذرت الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، من الإسراف والتبذيرفي الأكل والشرب، منوهة بأن ارتباط رمضان بالأطعمة والسهرات ومتابعة المسلسلات، يميل بالمؤمن عن الطريق الصحيح، ويأخذه إلى طريق الملذات والشهوات، مشددة على أن رمضان إنما جاء ليهذب هذه الرغبات والشهوات، لا ليتمادى فيها المؤمن.
وقالت «شاهين» في حوارها مع «صدى البلد»، إن الشيطان يخشى المسلم لأنه أضعف منه، المؤمنون معهم وسيلتان كبيرتان للتغلب على الشيطان وهما ذكر الله والاستعانة به، لافتة إلى أن رمضان ليس للصوم فـقـط بل هو عبادة لله ويجب أن نستغل هذه الفرصة العظيمة التى هيأها الله الخالق -عز وجل- وعلينا اتباع الآتى: عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: «فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ» «محمد: 21».. وإلى نص الحوار.
بداية.. لماذا نرتكب المعاصي رغم تصفيد الشياطين؟
شهر رمضان تُفَتَّحُ أبواب الخير وتُغَلَّقُ أبواب الشَّرِّ، وهو ما فُسِّر به قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»، وصُفِّدت: أيْ شُدَّت بالأصفاد، وهي الأغلال، وهو بمعنى سُلسلت، فَإِنْ قيل: قد تقع الشرور والمعاصي في رمضان كثيرًا فلو سُلْسِلَتْ لم يقع شيء من ذلك، فنقول: هذا في حق الصائمين الذين حافظوا على شروط الصوم وراعَوْا آدابه، وقيل: الْمُسَلْسَل بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم. والمقصود: تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، وقيل: لا يلزم من تسلسلهم وتصفيدهم كلهم أن لا تقع شرور ولا معصية؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية.
ويُحتمَل أن يكون تصفيدُ الشياطين تعبيرًا على سبيل المجاز، وهو عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات، فيعصم الله فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي ولا يخلص إليهم فيه الشياطين كما كانوا يخلصون إليهم في سائر السنة.
هل كل الذنوب التي نفعلها مصدرها الشيطان؟
ارتكاب الذنوب قد يكون سببه الشيطان أو ضغوط الحياة المليئة بالشهوات أو النفس الأمارة بالسوء، والشيطان وحده ليس هو سبب ارتكاب المعصية، فالدنيا وشهواتها والنفس الأمارة بالسوء يلعبان دورًا كبيرًا في ذلك فإذا كان الشيطان مُصفدًا، فنفسك الأمارة بالسوء قد تكون السبب، لذلك يقول الفقهاء إن المعصية في الصيام تكشف الإنسان أمام نفسه.
والوساوس قَلَق نَاتِجٌ عَنِ اضْطِرَاب نَفْسِيٍّ يَحْدُثُ لِلْمَرْءِ مِنْ غَلَبَةِ السَّوْدَاءِ، وَمِمَّا يَخْطُرُ عَلَى بَالِهِ مِنْ شَرٍّ، ومصدرا الوساوس هما الشيطان أو نفس الإنسان، كما ورد في قول الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»، وبقوله تعالى: «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ».
مَنْ أكثر الناس عرضةً لوسوسة الشيطان؟
الشيطان تزداد وسوسته لصنفين من البشر، الأول: ضعيف الإيمان، والثاني: من فعل معصية وأراد التوبة، والشيطان كان يوسوس للأنبياء والرسل وصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووسوس لسيدنا آدم وأمنا حواء، ويقول الله تعالى: «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا».
هل نحاسب على الوساوس الشيطانية؟
الله عز وجل خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، والوساوس الشيطانية لا نحاسب عليها أما الإنسانية فنحاسب عليها إذا فعلناها، ولا ينبغي على الإنسان ترديدها كأن يتلفظ بها، وأنه يجب مخالفة الشيطان في جميع ما يوسوس لنا به.
ما الواجب علينا فعله عند الوسوسة؟
ينبغي على المسلم أيضًا أن يقول «آمنت بالله» عندما تصيبه الوساوس المُتعلقة بذات الله تعالى،كما رويعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هذَا، خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللّهِ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذلِكَ شَيْئا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللّهِ» (رواه مسلم)،أما إذا كانت الوسوسة بأي شيء آخر فعليه بقول «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»، قال تعالى: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (سورة الأعراف:200).
حددي لنا الوسائل التي تُعيننا على الوسوسة؟
الشيطان يخشى المسلم لأنه أضعف منه، المؤمنون معهم وسيلتان كبيرتان للتغلب على الشيطان وهما ذكر الله والاستعانة به، والشيطان ضعيف كما ورد في قول الله تعالى: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا»، وضعف الشيطان يكون في «كيده» ولا يستطيع معالجته لأنه لا يستعين بالله، لأن الله عز وجل طرده من رحمته، أما ضعف الإنسان الوارد في قول الله تعالى «وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا» فيمكن التغلب عليه بالذكر وترديد الأدعية والاستعانة بالله عز وجل، والمسلم إذا فعل هذه الأمور يكون أقوى من الشيطان.
أخبرينا بأخطر الوساوس الشيطانية التي علينا الحذر منها؟
هناك أنواع لوسوسة الشيطان منها في مسائل الاعتقاد والإيمان بالله، وأنّ التوحيد هو أساس الإسلام، وصرحه الشامخ، ورأسمال المؤمن، ومن خلاله يمكن للشيطان أن ينفث سمومه ليفسد على المرء دينه، والشيطان يوسوس في العبادات والمعاملات، ويحضر المسلم عند طهارته وصلاته وذكره ودعائه، وحجه وطوافه وصيامه، ليلبّس على الناس عباداتهم ويفسد عليهم طاعاتهم.
رمضان شهر الرحمة
كيف نصوم كما ثبت عن النبي محمد؟
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن معصية الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه، ويقول كذلك: «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»، فالصيام ينقّي القلب وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان، ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا وأن يستغل شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.
اذكري لنا الأخطاء التي وقع فيها الصائمون؟
يقع بعض الصائمين في أخطاء منها: استقبال الشهر الكريم بالمبالغة، فيتشرون الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلًا من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين، كما يعجلون السحور، ويفرطون في أجر كثير، لأن سُنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي -صلى الله عيه وسلم-.
ويُخطئ البعض في عدم تبييت النية للصيام، فإذا علم الصائم بدء شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ»، وقوله: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ»، ولا يلزم التلفظ بالنية، ويكفي أن يبيت النية في نفسه لأن محلها القلب.
وتعمد البعض الشرب أثناء أذان الفجر، لأن هذا الفعل يفسد صومه خاصة إذا كان المؤذن دقيقًا في توقيته للأذان، فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان،وروى البخاري (1919) ومسلم (1092) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَنَّ بِلالا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»، فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه.
ومن الأخطاء أن البعض يقضي معظم وقته في النوم، فلا حرج على الصائم في النوم أثناء النهار، سواء كان صومه فريضة أو نافلة ولكن سيفوته الإكثار من العبادة، كما يجهل البعض بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة، وهذا خطأ لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» وفي رواية: «وسلسلت الشياطين».
ويتقاعسالبعض عن صلاة التراويح في المنزل، ويجوز أداؤها في جماعة مع أهل بيته حتى يحصل على أجر الجماعة،ومن الأخطاء انتشار المجاهرين بالفطر، وتقاعس البعض عن نصحهم وإرشادهم، فمن من رأى مسلمًا يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئًا من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذورًا، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان".
وينكر البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة.
ويشعر بعض الناس بالحرج عندما يصبح جنبًا فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، والصحيح أن صومه صحيح وليس عليه قضاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم، فالاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء، ومن الأخطاء أيضًا تحرج بعض الناس إذا تذكر أنه آكل أو شرب ناسيًا أثناء صيامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه».
ما الذي كان ينبغي عليهم فعله؟
ليس رمضان للصوم فقط بل هو عبادة لله تعالى، ويجب أن نستغل هذه الفرصة العظيمة التــى هيأها الله الخالق -عز وجل- وعلينا اتباع الآتى: عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: «فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ» «محمد: 21».
وعلى المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحًا مقبولًا عند الله تعالى: «فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»، وعـلينا أن نترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ قال الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [ النور: 31].
وأنصح بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع: أولًا: الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة، وثانيًا: الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وثالثًا مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة، ورابعًا مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبدًا صالحًا ونافعًا قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الناس أنفعهم للناس».
بماذا تنصحين في العشر الأواخر؟
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أهمية خاصة، ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصًا فيها على الطاعة، والعبادة والقيام والذكر، ومن أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الاقتداء بهم في ذلك: «إحياء الليل» فقد ثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر» رواه البخاري (2024)، ومسلم (1174)، ومعنى إحياء الليل: أي استغرقه بالسهر في الصلاة في المصلى بالمنزل والذكر وغيرهما.
وجاء عند النسائي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «لا أعلَمُ نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قرأَ القرآنَ كُلَّهُ في ليلةٍ، ولا قامَ ليلَةً حتَّى الصَّباحِ، ولا صامَ شَهْرًا قطُّ كاملًا غيرَ رمضانَ» فعلى هذا يكون إحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل، ويحتمل أنه كان يحيي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث.
ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر: إيقاظ الرجل الأهل للصلاة في المنزل، فقد كان من هديه عليه -الصلاة السلام- في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة، كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم، ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر.
ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.
هل هناك نيات يستحب أن تجدد في العشر الأواخر؟
أنصح بتجديد نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر، ونية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة، ونية أن تكون هذه الأيام بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله، ونية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات لأن هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب، ونية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس،ونية وضع برنامج مملوء بالعبادة والطاعة والجدية بالالتزام به.
نريد منكم جدولًا يُسهل علينا أداء العبادات؟
نظراً للظروف التي يمر بها العالم والأمة الإسلامية ومصر بسبب انتشار فيروس كورونا، واتخذت الدولة إجراءات وقائية حفاظًا على أرواح المواطنين، ومنها تعليق الصلاة في المساجد، فنضع جدولاً للمسموح به خلال تلك المرحلة، وكيف نؤدي العبادات في المنزل، ومن أجل ذلك ينبغى علينا قبل قبل الفجر أولًا: صلاة التهجد في المنزل نظرًا للإجراءات الوقائية، قال تعالى «أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ» ثانيًا: السحور: قال النبي صلى الله عليه وسلم «تسحروا فإن في السحور بركة».
وثالثًا: علينا أن نكثر من الاستغفار إلى أذان الفجر قال تعالى «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، رابعًا: نصلى سنة الفجر قبل الفريضة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيها».
خامسًا: أداء صلاة الفجر في مصلى المنزل مع الأسرة جماعة أو منفردًا إذا كان يعيش بمفردهنظرًا للإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، سادسًا: وبعد انتهاء الصلاة علينا الانشغال بالذكر والدعاء وختم الصلاة»، سابعًا:ثم الجلوس في المصلى للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس بقراءة «أذكار الصباح» كانالنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» رواه مسلم.
سابعًا: ثم صلاة ركعتين: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حجةٍ وعمرةٍ تامةً، تامةً، تامةً» رواه الترمذي، ثامنًا: والدعاء بأن يبارك الله في يومك: قال النبي صلى الله عليه وسلم «اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده» رواه أبو داود،تاسعًا: ثم النوم مع الاحتساب فيه: قال معاذ رضي الله عنه «إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي»، عاشرًا: ثم الذهاب إلى العمل.
الحادي عشر: علينا الانشغال بذكر الله طوال اليوم: قال النبي صلى الله عليه وسلم «ليس يَتَحَسَّرُ أهلُ الجنَّةِ على شيءٍ إلَّا على ساعةٍ مرَّتْ بهم لم يذكروا اللهَ عزَّ وجلَّ فيها» رواه الطبراني، والثاني عشر: يفضل الـصـدقات فـقـد كان الرسول جوادًا وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.
الثالث عشر وقت الظهر: نؤدى صلاة الظهر في وقتها في المنزل أو العملنظرًا للإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، الرابع عشر: أخذ قسط من الراحة عند العودة للمنزل مع نية صالحة «وإن لبدنك عليك حقًا».
الخامس عشر: وقت العصر: نؤدى صلاة العصر في المنزل جماعة مع الأسرة أو منفردًانظرًا للإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا،مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا» رواه أبو داود والترمذي.
السادس عشر: وقت المغرب: الانشغال بالدعاء قبل الغروب قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر» أخرجه الترمذي، السابع عشر: تناول وجبة الإفطار مع الدعاء «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى» رواه أبو داود، الثامن عشر: وأداء صلاة المغرب جماعة مع الأسرة في المنزلنظرًا للإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، التاسع عشر: والجلوس لقراءة أذكار المساء، والاجتماع مع الأهل وتدارس ما يفيد: قال النبي صلى الله عليه وسلم «وإن لزوجك عليك حقًا» ثم الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح.
العشرون: وقت العشاء: علينا أداء صلاتي العشاء والتراويحجماعة مع الأسرة في المنزلنظرًا للإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري ومسلم، الواحد والعشرون: وينبغي علينا تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل: قال النبي صلى الله عليه وسلم «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» متفق عليه.