تعتبرمئذنة مسجد
"المحيبس" بمنطقة عين الدار بالخارجة القديمه في الوادي الجديد، أقدم مئذنة آخر شاهد على عصر الدولة
العثمانية ،ويتراوح عمرها بين 300 إلى 400 عام، وبنيت على الطراز الأيوبي وتعد أول
مئذنه رفع منها آذان المغرب في شهر رمضان.
يقولالشيخ جابر سعدان من اهالي الخارجة , إن مئذنة المحيبس بنيت من الطوب اللبن على الطراز الأيوبي، والمسجد التابعة لها، حيث تتكون من عدة طوابق يتم الصعود إليها عن طريق سلم دائري حلزوني من الخشب، وتتكون في الأعلى من شرفة مصنعة من أخشاب الدوم، وبعض أفلاق النخيل، حيث يصعد المؤذن الي اعلي شرفة بالمئذنه ويرفع أذان المغرب في رمضان, حيث كان اهالي الخارجه يلتفون حول المسجد ليروا المؤذن فوق المئذنه وهويرفع الاذان وحينها يتفرق الجميع لتناول الافطار كلا في منزلة.
وأوضح سعدان
أن المسجد سمي بالمحيبس، تصغير كلمة
"المحبس" نسبة إلى محبس بئر من المياه جرى حفره بمواسير مصنوعة من خشب الدوم
حينذاك، حيث كان المؤذّن قديمًا يصعد المئذنة من الداخل عن طريق السلم الحلزوني حتى
يصل إلى قمتها وفي القمة باب صغير يخرج من خلاله إلى شرفة دائرية الشكل مصممة من الأخشاب
ليؤذن عليها، وهو يتحرك في تلك الشرفة بكل الاتجاهات حتى يسمع جميع أهالي الخارجة الأذان
وخاصة أذان المغرب في شهر رمضان.
اقرأ أيضا:
منذ عهد الملك فاروق.. «المسجد الكبير بالخارجة» صرح إسلامي شهير في الوادي الجديد
وأكد أن المسجد
يعتبر ملتقى سكان منطقة عين الدار الشعبية أو القديمة، والتي كانت أصل الواحة حيث كان
بها دار الحكم وبجوارها العين التي يعيش عليها سكان الواحة منذ القدم.
وأضاف أنه
يوجد بجوار المسجد حارة الأدارسة ، وهي إحدى الحارات المتفرعة من منطقة عين الدار القديمة،
وتربط بين مسجد المحيبس القبلي وبين منطقة عين الدار، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عائلة
الأدارسة التي استوطنت مدينة الخارجة سنة 300 هجريً.
ولفت الي ان هناك
عدة دروب وحارات أثرية أخرى بجانب المسجد كانت لأهل الواحات قديمًا في عصور الدولة
الإسلامية، وعلى الرغم من عمليات الإحلال والتجديد التي جرت للمسجد عام 2001 إلا أن
مئذنته العريقة مازالت كما هي، ورغم أنها لا تتبع وزارة الآثار إلا أن أهالي الحي حافظوا
على قيمتها الدينية والتراثية والأثرية حتى الآن.
يقول المؤرخ إبراهيم خليل، إن المسجد في شهر رمضان يعتبر مكان
تجمع سكان الواحة قديمًا وحديثًا، حيث يتجمعون به لتناول الإفطار، وتجمع مشايخ الحي
لحل أي مشكلات اجتماعية والحديث عن أمور حياتهم.
وأضاف خليل أن
مشكلة المئذنة أنها آيلة للسقوط ومعرضة للانهيار بسبب الإهمال في ترميمها نظرًا لأنها
لا تتبع وزارة الآثار، ولم يهتم بها مسؤول في المحافظة، رغم أنها تمثل قيمة أثرية دينية
خاصة لسكان المنطقة.
من جانبه قال الاثري
محمد حسين إن المئذنة تعود إلى العصر العثماني
المتأخر وعمرها يتراوح من 300 إلى 400 عام، وهي مشيدة على الطراز الأيوبي، وكانت بجوار
"محيبس" تصغير محبس، وهو منظم دخول مياه لحوض بجوار المسجد كان يستخدم قديمًا
"ميضة" مكان مخصص للوضوء قديمًا لأن المنشآت في الواحات مبنية من الطوب اللبن
لذا يجب إبعاد مصادر المياه عنها حتى لا تتعرض للتشقق والانهيار.
وأضاف أن المشكلة الحقيقية في المأذنة هو عدم تسجيلها كأثر إسلامي إضافة لتعرضها لتدمير جزئي بسبب تعرضها لصدمات ناتجة من السيارات المارة بالحارة المتواجدة بها بسبب ضيق عرض الحارة.