قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن قصة سيدنا يوسف - عليه السلام- تدل على جمال عفوه عن إخوته، الظاهر في قوله - تعالى- على لسانه "قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"، ( سورة يوسف: الآية 92)، يعني: لا مؤاخذة عليكم اليوم.
وأضاف «جمعة» أثناء برنامجه «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى،أن العفو كان نفس موقف النبي - صلى الله عليه وسلم- عندما دخل مكة، وقال لمن فيها: (مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟) قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: (اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ)؛ فدخل الناس في دين الله أفواجًا.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أنقصة سيدنا يوسف جمعت الشمل بالعفو وهو أول المباديء المذكورة في كتب الثورات؛ فبدأ سيدنا يوسف - عليه السلام- مع أخوته صفحة جديدة، لأن الحساب كان مؤلم ومتداخل والنتائج عند عدم العفو لا تتساوى ووجوده، مشيرًا:الصراع بين الخير والشر هو الفكرة الأساسية التي تعلمها الإنسان في هذه الحياة الدنيا أثناء تعميره للكون وعبادة الله وتزكية النفس، والأخلاق هي الأساس لنيل العيشة الهنية.
وأشار المفتي السابق في بداية الحلقة إلى أن قلب سيدنا يوسف - عليه السلام- اطمئن لله فاستطاع إدارة الأزمة بنجاح باهر وتجربة زاخرة اشتملت على كثير من المباديء والنظريات الإقتصادية التي تعلمها البشر بعد ذلك، وأكدت هذه القصة أن النبي يوسف - عليه السلام- تمكن من تطويع الشعب بأكمله حتي الملك و حاشيته فنطوي الجميع تحت لوائه في قيادة الأزمة؛ فكان نجاح باهر وعمل نافع مستمر برصيد أخلاقي كبير عند الله والناس.