حكى الشيخ عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي، قصة سيدنا سليمان والهدهد والتي ذُكرت في القراَن الكريم وتحديدًا في سورة النمل.
وقال عبد القادر الطويل، إن القصة بدأت بتفقد النبي سليمان- عليه السلام- للطير وانتهت بإيمان الملكة بلقيس وقومها، وعُرف عن الملك سليمان الحزم والدقة في تنظيم جنوده، وكان له رهبةً وهيبةً ومكانًة، حيث لا يدع أمرًا صغيرًا أو كبيرًا إلا قام بالإشراف عليه بنفسه، ودليل ذلك ما دار بينه وبين الهدهد من نقاش.
وأضاف أنه خلال تفقد سيدنا سليمان للطير لاحظ عدم رؤيته للهدهد كما جاء في قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ}، ولما تأكد غياب الهدهد توعده النبي، حتى عاد وقال علمت ما لم تعلمه من الأمر كما جاء بقوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}.
ويعد هذا الرد على من قال أن الأنبياء تعلم الغيب، ثم سرد ما راَه وفي هذا السياق عبارات موجزه على لسان الهدهد للنبي سليمان -عليه السلام-، حيث جاء من سبأ بنبأ يقين لا شك فيه، وعرف أن امرأة تقودهم مع إنكاره ذلك عليهم، وأن لها عرش عظيم، وأن القوم يسجدون للشمس من دون الله، مُدركًا أن هذا شرك بالله تعالى، وأن عملهم من تزيين الشيطان لأعمالهم..
وبعث سليمان- عليه السلام- رسالة مع الهدهد لملكة سبأ دعاها فيها إلى الإيمان، وبعد استشارتها لمن حولها قررت أن تذهب للنبي وتعلن إيمانها ومن معها، فقد علمت أنها لا طاقة لها بسليمان وجنوده من الإنس والجن، ولعل إسلامها كان نتيجة حِرص الهدهد على الدعوة إلى الخير وتوحيد الله -عز وجل-.