انتخب مجلسا به من التنوع ما شئت؛ وفيه من التيارات والانتماءات ما اخترت؛ ولديه والنقيب من الحسابات والعلاقات ما تعتقد معها فى جلب فرص أو حقوق ضاعت هنا أو هناك، وانتظر نتيجة واحدة بعد مولد الانتخابات وقسمة تشكيل هيئة المكتب، وهى لا شيء.
تحدث عن كارثة المئات من الزملاء الذين لا ضمانات اجتماعية لهم جراء غلق ملفاتهم التأمينية لدى مؤسساتهم؛ وقم بإحصاء المتوقفة منها وإجراءات المجالس المتعاقبة لحماية الزملاء من تداعيات غلقها، ولن تجد شيئا أنجز فى هذا الأمر منذ عقدين.
ضع يدك على ملفات الإسكان وأزمات الحصول على وحدات ثم كوارث الإتجار بها "ورقيا"؛ لدرجة بيع مشطوبين نقابيا الوهم لضحايا من راغبي السكن، و سل نفسك عن أحوال من يسددون أجورهم كاملة حتى الآن فى شقق مؤقتة النفع فى مناطق متواضعة يتعجب الجميع لسكني الصحفيين بها.
راجع تعاقدات مشروع العلاج لأطباء ومستشفيات مع نقابات أخرى وشركات يتحصل أعضاؤها وعمالها على خدمات طبية أكثر تميزا وبشكل يليق بهم، ثم قف مراقبا نفسك وكأنك تتسول حقك فى خدمة مدفوعة بعيادة طبيب أو مركز صحى، لتتأكد أن شيئا ما خطأ رغم الدعم السنوي لهذا المشروع وزيادة قيمة اشتراكاته وتقليص مخصصاته للعضو.
هات ناديا أو مركزا للشباب ترجو عضوية مناسبة لأسرتك به؛ و ضع ميزان علاقات الصحفي منفردا وعلاقات كتلة مجتمعة فى كفة مقابلة، لتجد أن الحصول على فرص مناسبة فى مناخ اجتماعي أرحب يمكن أن تطالها وحدك دون جهد جماعي أو مراجعة كيان منتخب روج بعضه لقدرته على الفعل.
راجع علاقاتك المصرفية الأحادية وما تحصلت عليه اجتهادا لك وشريحة محدودة من الزملاء؛ وقارنها بما يقدم لك من فرص قروض تمويلية لا يقبل شروطها متعقل، لتتأكد أن الانتخابات لعبة وعود ربما تديرها علاقات البيزنس؛ ولا لوم على لاعب فيها أو جمهور يترقب النتيجة.
اكتب خبرا عن بلاغ للنائب العام بشأن تبديد أموال بإدارة أو مشروع أو صندوق، أو حول صراع داخل المجلس على مناقشة قضية ما، ثم قف حائرا أمام معلومات تغلبها الشائعات نتيجة عدم وجود نظام تداول لها يضمن إيمانا بشفافية إجراء أو قرارا واضحا حول تحقيق تحت أعين الجمعية العمومية.
ليمت أحدنا بفيروس كورونا؛ وقد فقد ضمانه الاجتماعي لدى مؤسسته، وسط حديث متكرر لنقباء ومجالس حول مخاطبة وزارة التضامن بشأن استعادة حقوقنا التأمينية؛ وهو ملف يمكن للصحفيين إطلاق مبادرة تشريعية تفيد الدولة كلها به، لكنه يظل كلاما للإستهلاك الانتخابي وكفى.
راقب كارثة أرشيف منقول لعشرات الأعداد عن جريدة؛ تطلب بها جريدة أخرى قيد زملاء فيها، وتابع تشكيل لجنة تحقيق لم نفهم ولم نعلم لها قرارا رغم قسوة السابقة واعتبار البعض لها أمرا اعتياديا فى تاريخ الصحافة المعاصر.
جرب حظك داخل منظومة الإتجار بالنفوذ واستثمار بطاقة عضويتك بمبنى عبد الخالق ثروت؛ بما يحقق لك عوائد غير منطقية على حساب ميثاق الشرف الصحفى، وتأكد أن التعامل مع شكاوى ضحاياك ربما يكون روتينيا مميتا قاتلا لفرص الباحثين عن حقوقهم الضائعة لديك.
سر فى الشارع واسترق السمع لكلمات أناس عما أصابهم جراء تقصيرنا فى الدفاع عن نقابتنا وهويتنا، وبعضهم تردد على بيتنا شاكيا من منتحلي صفة صحفى ومن اشتروا لقبا زورا من كيانات بئر السلم، ولم تتحرك مجالس بجدية ضدهم ولم تفوض الجمعية العمومية فى ذلك حال انشغالها.
ضع ملف التشريعات الصحفية أزمة مصطنعة من قبل قائمين على تلك الجزر المنعزلة داخل مجالسنا المتعاقبة، أمامك كل مرة وأنت تعيد انتقاء القادرين منهم على الفعل، وستجد كل مرة أيضا جزرة زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا حلا للرد عليك قبل دخولك لجنة التصويت.
احضر ومعك فكرة إلى عضو منتخب، أو ادعم أحدهم من أصحاب الأفكار الواقعية العملية، كفكرة إنجاز تكافل حقيقي بين أسر الأعضاء وحماية أيتامهم اجتماعيا بشكل أقوى، ستفاجأ بأفكار وقرارات بالونية تختبر درجة استيعابك لما يدور حولك طيلة بقاء نصف أعضاء المجلس؛ ومدة انتخاب النقيب.
هكذا أعراض معاناة كياننا النقابي أراه وأعيشه، ولكنها لمرض متوحش متكاثر عنوانه نظام الجزر المنعزلة داخل مجالسنا المنتخبة، والتى لم تأت بكثير إلى جانب ما نعانيه ويزيد.
القدرة على الفعل موجودة وحاضرة؛ وأغلب أعضاء كل مجلس مر علينا لديهم مقدرة حقيقية على الإنجاز؛ وكذلك النقباء، لكنهم على الأغلب لا يعملون بإرادة الإنجاز، والله أعلم.